دراسة – الاندماج الثقافي للمسلمين في الغرب

التفاعل الإسلامي الثقافي في المجتمعات الغربية

المسلم جزء من المجتمع حوله يعتمد على الثقة بنفسه والحكمة في تفاعله

90
التسجيل المرئي للتعريف الموجز بالدراسة المتوفرة للتحميل بصيغتي (word) و(pdf)
٤:٢٥ دقائق
التسجيل الصوتي

النص المقروء


pdf word

نُشرت الدراسة المرفقة للتحميل في المركز العربي للدراسات الإنسانية في القاهرة، مطلع عام ٢٠١٧م، وحملت عنوان الاندماج الثقافي للمسلمين في الغرب، ومن يقيم منكم أيها الكرام منذ زمن في بلد غربي قد يقدّر كما أقدّر أن العلاقات الثقافية ليست شارعا باتجاه واحد، وهو ما كان بعضنا يخشاه على نفسه وربما على أولاده، إنما يوجد تفاعل متبادل، سلبا وإيجابا، وقد استُخدم تعبير اندماج لتأكيد رفض الذوبان في المجتمعات الغربية ذات الغالبية السكانية من غير المسلمين، وكذلك لتأكيد رفض نهج الاعتزال والانفصال عن المجتمع.

والواقع أنه لا توجد دراسات كثيرة تعنى بالجانب الثقافي للوجود الإسلامي البشري في الغرب، وقابلية نموه وتأثيره، ولا يمكن التعميم على هذا الصعيد، فليس الغرب كتلة واحدة رغم وجود قواسم “غربية” مشتركة، وليست كلمة “ثقافة” مصطلحا توافقيا، كما أن وصف “جاليات مسلمة” وهو في العنوان الأصلي المطلوب في الدراسة، ليس وصفا مسلّما به نظرا إلى التنوع الكبير بين فئات عديدة من المسلمين في الغرب.

كلمة ثقافة متعددة المعاني أيضا بين الدارسين وتتأثر بالتصورات والمنطلقات الذاتية، ويميز هذا البحث بين “الرؤية الثقافية” نظريا، و”الممارسة الثقافية” على أرض الواقع، ويتحدث عن التفاعل الثقافي للمسلمين في الغرب بمنظور ثوابت قيم الإسلام نفسه وواقع وجودهم وسط قيم أخرى، وكما نتحدث في المجتمعات الإسلامية عن “غزو فكري وقيمي وثقافي” فإن السكان الأصليين الغربيين يتحدثون عن “تخوفهم” من الإسلام والمسلمين، إنما بدأت مرحلة تعدد تيارات التأثير والتأثير المعاكس، ويمكن أن نصل مستقبلا إلى تلاقح ثقافي إيجابي، قد يعيقه على صعيد المسلمين ما يسود بينهم من تصنيفات سلبية على حسب الوعي المعرفي وتعدد الاتجاهات.

وسبق الوجود الإسلامي البشري في وسط أوروبا -وليس في جنوبها فقط- فتوحات العثمانيين، إنما يمثل حاليا حصيلة توافد العمال ثم الدارسين والمهجّرين، وأصبحت فئة الجيل الثاني والثالث الناشئة في الغرب وفئة معتنقي الإسلام هي الأغلبية ضمن المسلمين، وهي المعتمد عليها في تنامي تأثير الأنشطة الثقافية مستقبلا، بعد أن بدأت شتلاتها بالظهور اللافت للنظر. وشعور المسلم في الغرب أنه في “موطنه” وجزء من المجتمع من أهم الشروط الموضوعية لتغلب إيجابيات التفاعل الثقافي على سلبياته، عبر الثقة بالنفس وإتقان طرائق العمل المناسب، بما في ذلك مشاركة “الآخر” في الموطن المشترك.

صحيح أن منظومة القيم الغربية تحولت نحو الأسوأ بالمعيار الإسلامي، ولكن الجيل السابق من الشبيبة تجاوز ما شهده الوجود الإسلامي من مظاهر سلبية تأرجحت ما بين العزلة والانصهار، وأطلق من الأنشطة الثقافية والاجتماعية ما يبيح توقع تأثير ثقافي وقيمي أكبر مستقبلا، مع ملاحظة ما ينبغي تأمينه على مستوى مصادر المعرفة والوعي بالصيغة المناسبة، وإيجاد آليات تساهم في تحويل الأنشطة المتفرقة حاليا إلى روافد في صالح الوجود الإسلامي في الغرب وتأثيره حضاريا. وبين أيديكم الدراسة وفيها تفاصيل هذه الأفكار المعدودة، فلكم أن تحمّلوها وتقرؤوها إن شئتم.

وأستودعكم الله ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب

التعليقات مغلقة.