فولوديمير زيلينسكي

من قبل قيادة بلاده ضد الهجوم العسكري الروسي تناقضات ونجاحات في حياة الرئيس الأوكراني

98
بطاقة فلويديمير زيلينسكي

ـــــــــ

النسخة المرئية (أدناه النسختان السمعية والمقروءة)

النسخة السمعية

النسخة المقروءة

ممثل ثم رئيس دولة على خطى دونالد ريجان

من قبل قيادة بلاده ضد الهجوم العسكري الروسي تناقضات ونجاحات في حياة الرئيس الأوكراني

 

لا يسهل نُطق اسمه الكامل بالعربية، أعني اسم الرئيس الأوكراني الذي لا ينقطع ذكره منذ سنوات في وسائل الإعلام، ويلفظ اسمُه الأول بالأوكرانية: فولوديمير، ويقابله بالروسية فلاديمير، ومن المفارقات أن هذا هو الاسم الأول لغريمه، الرئيس الروسي بوتين، أما اسمه العائلي فهو زيلينسكي، ويشير إلى انتمائه لعائلة يهودية، كانت لها مكانتها في مدينة كريفي ريه الصناعية جنوب شرق أوكرانيا، حيث ولد مطلع سنة ١٩٧٨م.

ورغم حصوله على شهادة الدبلوم في القانون إلا أنه التحق بالتلفزة، وعرف بأدوار وفنون عديدة من خلال برامجه الترفيهية والسياسية الساخرة، ومن خلال عدد من الأفلام السينمائية التي شارك فيها وذلك إلى فترة وجيزة قبل سلوك طريقه السياسي.

ومن أدواره الأخيرة ما حمل عنوان “خادم الشعب” الذي استخدمه أيضا لتسمية حزب سياسي شكله سنة ٢٠١٨م ونجح من خلاله في الانتخابات الرئاسية بعد سنة واحدة، وهذا رغم عدم خوضه كثيرا في القضايا السياسية، باستثناءات محدودة، منها ما يتعلق بالاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم سنة ٢٠١٤م، إذ أعلن أنه إن نجح سيعمل على استعادة الجنود الأسرى لدى موسكو.

وكان بعض المصادر الإعلامية الغربية يشكك في نجاحه في الانتخابات الرئاسية، مع عدم استبعاد وجود قوى مالية تدعمه، إذ كانت إذاعة أوروبا الحرة تشير إلى أنه قبل تأسيس حزبه سافر بضع عشرة مرة إلى جنيف وتل أبيب، ومن ذلك مرتان بعد النجاح في الانتخابات الرئاسية، وغالبا ما كان ذلك للاجتماع مع أيهور كولومويسكي، الملياردير القبرصي الأوكراني اليهودي، وهو من كشفت جريدة دير بوند السويسرية لاحقا (٢٢ / ٤ / ٢٠١٩م)، أنه قد شارك بصورة رئيسية في تمويل القناة التي كانت تبث مسلسل “خادم الشعب” لصالح زيلينسكي، وذكرت يوميّة زود دويتشه الألمانية (٤ / ٢ / ٢٠١٩م) أنه كان يسدد رواتب حراس شخصيين لزيلينسكي من بعد، بينما مارس الأخير في بداية عهده الرئاسي سياسة العمل لإضعاف نفوذ أصحاب المليارات المؤثر على السياسات الرسمية. وذكرت جريدة هاآرتس الإسرائيلية بعد نجاحه الانتخابي أن أوكرانيا أصبحت الدولة الثانية في العالم التي يشغل فيها يهوديان منصبي الرئاسة ورئاسة الوزراء، وفق ما نقلت عنها الإصدارة الشبكية لمجلة دير شبيجل الألمانية (٢٦ / ٤ / ٢٠١٩م).

منذ الشهور الأولى في الرئاسة بدأ زيلينسكي يواجه مشاكل لم تضعف مكانته مع أنها من نوع ما ينال عادة من مكانة أصحاب المناصب السياسية، مثل ما عرف بقضية أوكرانيا عندما أعلن عن نص مسجل لمكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انطوت على الإغراء بدعمه مقابل التحقيق في شبهات فساد بحق المرشح المنافس للرئاسة الأمريكية آنذاك جو بايدن، ثم مرة أخرى عند الكشف عن كون زيلينسكي ضمن من كشفهم ما عرف بوثائق باندورا، أي من أصحاب الثروات المالية الضخمة المخفية للتهرب من تسديد الضرائب، ومشكلات أخرى سرعان ما غابت وراء الأخبار اليومية عن صخب الحرب على الأرض الأوكرانية.

 

وإلى لقاء قادم تحت عنوان بطاقة شخصية، أستودعكم الله ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب