تيار العدالة وحزب العدالة
من حوار مع أهل الغوطة يوم ١١ / ٥ / ٢٠١٤م
تنظيمات – التحرك تحت عنوان حزب العدالة السوري تحت التأسيس بهدف إعداد كادر سياسي في الوقت المناسب
تنظيمات
تنوعت الأسئلة التي تلقيتها في حوار شبكي مع مجموعة من كرام أهل الغوطة يوم ١١ / ٥ / ٢٠١٤م أثناء حصارها، وعمدت إلى نشرها متفرقة حسب محتوى كل سؤال وجوابه، ومن ذلك هذا السؤال الذي تناول تأسيس تنظيمات ثورية سورية.
* * *
ماهو الحزب الذي أنشأتموه مؤخراً ولماذا بهذا الوقت، وماهي أهدافه؟
* * *
اسمحوا لي أن أتحدث في هذا الجواب بصفة شخصية، ففكرة الحزب موضع السؤال نشأت لدي أولا منذ بداية الثورة، عندما تتابعت المؤتمرات خارج سورية، وكان ذلك غالبا بقصد الإعداد السريع المرتجل لاستلام السلطة بعد انتشار الوهم بأن السقوط سيكون سريعا كما كان في مصر وتونس، ودون ملاحظة أن سقوط رأس الأخطبوط لا يعني نهايته.
آنذاك ساد لدي الاقتناع بأن الثورة الشعبية العفوية ستحتاج مع تحقيق النصر المحتم بإذن الله إلى أمرين: الرؤية المشتركة، والكفاءة السياسية، وأن هذا وذاك لا يتحققان بين ليلة وضحاها، بل من خلال جيل الشبيبة صانع الثورة، وليس هو قابلا للتحقيق عبر القوى التقليدية الموجودة مع عدم التهوين من شأن تاريخ أي منها.
الرؤية هي ما اجتهدت بالتعاون مع فريق كبير من داخل سورية وخارجها لتأسيس حاضنة له حملت اسم تيار العدالة الوطني، وكان الشعار معبرا عن ثلاثة أعمدة: الوطن منطلقنا، فهذا واقع لا يمكن تجاهله ولا تجاوزه، والإنسان غايتنا، فهذا ما يحدده لنا النص القرأني لأي عمل سياسي كما يحدده لنا واقع الشعب الثائر، والإسلام منهجنا، وهذا ما يمكن أن يتميز به فريق من الشعب ويعمل من خلاله على أرضية مشتركة مع أصحاب مناهج أخرى، والعنصر الذي يربط بين هذا كله هو كلمة العدالة فهي القيمة الأم في منظومة قيمنا حقوقا وممارسة، في السياسة وسواها.
كان الهدف المقصود من التيار هو نشر هذه الرؤية على أوسع نطاق ممكن وفق صياغة تفصيلية وضعت لها وواكبتها كتابات عديدة وأنشطة، من أبرزها ما قام به مركز العدالة للدراسات والتوثيق.
أما الحزب فطرحت فكرة تأسيسه بعد عام واحد، والغرض منه هو إنشاء كيان مستقل تماما عن التيار ولكن يحمل فكره من أجل تكوين كادر سياسي من الشبيبة في الدرجة الأولى، مع توقع أننا سنحتاج إليه أثناء مسار الثورة وعند الوصول إلى مرحلة بناء دعائم دولة منبثقة عنها.
الحزب بالمعنى الاصطلاحي للكلمة هو أداة سياسية تقوم على أساس دستوري وتقنيني في دولة دستورية مستقرة.
بتعبير آخر تبين لنا سريعا أن الحزب لا يكتمل تأسيسه إلا بعد الشروع فيما يسمى المرحلة الانتقالية على الأقل، ولكن إعداد كادر سياسي بكفاءة تضمن تجنب الأخطاء التي نعايشها حاليا، هو ما دفع إلى التحرك تحت عنوان حزب العدالة السوري تحت التأسيس.
رغم التجاوب مع الرؤية المطروحة بقي الانطباع العام لدى السوريين أننا نتجه لتكوين حزب سياسي كالكيانات التي نشأت بمسميات حزبية وهي في واقعها تجمعات سياسية لا تحمل مواصفات الحزب الدستورية والقانونية.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى تضاعف حجم المعاناة وأصبح الداعمون السوريون يعطون الأولوية لتخفيف المعاناة وليس لعمل سياسي حزبي مستقبلي. لهذا وذاك جرى تجميد أنشطة التأسيس وتكوين الكادر السياسي، وقد تجد الطريق إلى استئنافها عندما تتوافر الظروف الموضوعية والإمكانات التمويلية بإذن الله.
والله ولي التوفيق، ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب