بطاقة – سعد الدين الشاذلي

المهندس لحرب العبور

وافاه الأجل يوم ١٠ / ٢ / ٢٠١١م قبل يوم واحد من اضطرار حسني مبارك للاستقالة تحت ضغوط الثورة الشعبية

154
مهندس حرب العبور

في قرية “شبراتنا” المصرية كان ميلاد سعد الدين الشاذلي يوم ١ / ٤ / ١٩٢٢م، وانتسب وهو ابن ١٧ عاما إلى الكلية الحربية، فبدأت حياته العسكرية التي انتهت في نهاية ١٩٧٣م بعزله وتغييبه عن الساحة ثم نفيه، وهو الذي كان رئيسا للأركان، والمهندس الفعلي لانتصارات “العبور” وتدمير تحصينات “خط بارليف” الإسرائيلي على قناة السويس، والذي أقيم بعد احتلال سيناء خلال نكبة ١٩٦٧م العسكرية.

كان الشاذلي من ضباط الحرس الخاص للملك فاروق بين عامي ١٩٤٣ و١٩٤٩م، وشارك فيما عرف بثورة (انقلاب) تموز / يوليو ١٩٥٢م ضمن مجموعة “الضباط الأحرار”، وكان أول قائد لسلاح المظليين في مصر عام ١٩٥٤م، ومن القادة العسكريين في مواجهة العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦م، وتابع الارتقاء في سجل حياته العسكرية حتى شغل منصب رئيس الأركان عام ١٩٧١م، ثم في أيام حرب العبور نشب خلاف حاد بينه وبين السادات، حول التعامل مع ثغرة “دفر سوار” قبل اتساعها، ثم بعد خطاب السادات يوم ١٦ / ١٠ / ١٩٧٣م وعرضه السلام على الإسرائيليين، وتفاقم الخلاف حتى أقال السادات الشاذلي يوم ١٢ / ١٢ / ١٩٧٣م وبدأ تغييب اسمه وصورته عسكريا، كما أبعد عن مصر بتعيينه في مناصب ديبلوماسية في بريطانيا والبرتغال، إلا أن الشاذلي استقال من جميع مناصبه احتجاجا على “نكبة كامب ديفيد” السياسية بدءا من عام ١٩٧٨م.

وعاش الشاذلي في المنفى في الجزائر ١٤ عاما، ونشر فيها مذكراته، وكانت قد امتنعت دور نشر مصرية وغير مصرية عن نشرها تحت ضغوط تقول ابنته إنها كانت من جانب الإسرائيليين وأنصارهم وليس من جانب السادات، إلا أن الأخير هو الذي رد على نشر المذكرات بمحاكمة عسكرية غيابية للشاذلي، ثم تابع مبارك طريق السادات باعتقال الشاذلي في المطار عندما عاد إلى بلده عام ١٩٩٢م، فوضع في السجن الحربي، وقليلا ما ظهر إعلاميا بعد انتهاء فترة سجنه، ولكنه تمتع وهو في التاسعة والثمانين من عمره بمعايشة ثورة ٢٥ يناير / كانون الثاني ٢٠١١م وبتكريمه في ميدان التحرير، ثم وافاه الأجل يوم ١٠ / ٢ / ٢٠١١م قبل يوم واحد من اضطرار حسني مبارك للاستقالة تحت ضغوط الثورة الشعبية.

وحتى البطاقة القادمة أستودعكم الله ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب