العهد الفلسطيني الأبدي

صناعة المستقبل كفيلة بإسقاط مخاوف الحاضر

للحفظ والتوثيق – أعاهد الله عهدا أبديا، أن يبقى المسجد الأقصى المبارك والقدس وكل فلسطين حاضرة في ضميري ووجداني

0 113
العهد صوتيا - ٥٥ ثانية

للحفظ والتوثيق

ولد المشروع الصهيوني حوالي عام ١٨٩٧م، وبدأ يتحرك خطوة بعد أخرى، ليحقق مخططاته، فكانت الخطوة الأولى بالانتقال من محاولة استمالة الدولة العثمانية وهي في حكم (الرجل المريض) إلى العمل على تقويضها عبر يهود الدونمة ثم  وعد بلفور، ثم تشكيل العصابات الإرهابية الأولى للمهاجرين، ثم بالنكبة الأولى، ثم باختراق مضيق تيران نتيجة حرب ١٩٥٦م، ثم بحرب النكبة الثانية ١٩٦٧م، ثم بالنكبة السياسية في اتفاقات كامب ديفيد وما نتج عنها، وهكذا، ثم ماذا؟ بدأ التحول تاريخيا عبر انتفاضة فلسطين الأولى (فالثانية فحروب غزة فطوفان الأقصى).

لا شك أنّ القوة العسكرية كانت عاملا حاسما في صناعة أحداث التاريخ،

على أنّ المقاومة لم تكن في أي مرحلة تاريخية ماضية، في المنطقة العربية والإسلامية أو خارجها، تحقق أهدافها وفق مقاييس القوة العسكرية وحدها، ولكن من طبيعة نماء المقاومة أن تجمع بين مشهدين متوازيين، أحدهما المعاناة وثانيهما الإرادة، فالمعاناة تفجّر الطاقات، والإرادة توجهها وتنميها يوما بعد يوم.

وقد انطلقت عام ٢٠٠٥م نداءات للتلاقي على النص التالي لعهد فلسطيني أبدي ووجدت تجاوبا تجاوز حدود السياسة والجغرافيا والانتماءات والتوجهات. وهذا نص وثيقة العهد الأبدي:

*  *  *

تسجيل صوتي لنص العهد الفلسطيني الأبدي

أنا الموقع على هذه الوثيقة وحسب استطاعتي ووسعي

أعاهد الله عهدا أبديا

أن يبقى المسجد الأقصى المبارك والقدس وكل فلسطين حاضرة في ضميري ووجداني

وأن أعمل على خدمتها وأن أعتبرها قضيتي الأولى وهميَ الأكبر

وأعاهد الله عهدا أبديا

ألا أتعامل مع العدو الصهيوني أو من يسانده وأن أرفض التطبيع معه

وأعاهد الله عهدا أبديا

أن أوصي أهلي وأبنائي ومن هم تحت رعايتي أن يحفظوا عهديَ من بعدي وأن يورثوه أبناءهم حتى يأذن الله بالفتح المبين

والله على ما أقول شهيد

 * * *

وقد حملت الوثيقة قبل وصولها ليدي كاتب هذه السطور توقيعات كريمة لكرام أوفياء، منهم الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين ٤٨، والدكتور عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى المبارك، والشيخ حامد البيتاوي، رئيس رابطة علماء فلسطين.

والوثيقة والتجاوب المرجوّ معها، مثال من أمثلة لا تنقطع، على أن الأمل في المستقبل أكبر بكثير مما تريد أن تصوره حملات التيئيس المتواصلة، فمن المستحيل أن يموت حق وراءه مطالب، وعامل جادّ لتحصيله، ومؤمن مخلص تحركه قضيته فلا يقعد عن العمل، حتى يبلغ الهدف.

وأستودعكم الله ولكم أطيب السلام من نبيل شبيبa