قطوف – في الحداثة والخطاب الحداثي – منير شفيق
كلمات معدودة مقتطفة لمنير شفيق ورحلة العمر والعطاء ورحلة العمل والفكر
ــــــــ
(نسخة مختصرة سابقة في مداد القلم)
النسخة الجديدة المقروءة:
قطوف وقبسات (١٥) من كتاب في الحداثة والخطاب الحداثي بقلم منير شفيق
بين الحقيقة والوهم
كلمات معدودة مقتطفة لمنير شفيق ورحلة العمر والعطاء ورحلة العمل والفكر
منير شفيق، هو المفكر العربي الإسلامي، والقيادي الذي يتقدم الصفوف في الميادين الفلسطينية، مثلما تقدم الصفوف في الحوار الإسلامي المسيحي في بيروت، وأخذ مكانه في الصدارة عضوا في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
منير شفيق ولد في بيت المقدس عام ١٩٣٤م في أسرة مسيحية، وكان المفكر والقيادي الشيوعي الأشهر في الأردن حيث قضى عشرة سنوات في السجن، وقد اعتنق الإسلام أواخر السبعينات من القرن الميلادي العشرين.
علاوة على الدراسات والمقالات بأعداد ضخمة، تعكس كتبه التي بلغت العشرات محطات مسيرته الفكرية والسياسية المستمرة حتى الآن، وقد ناهز التسعين.. من كتبه: التناقض والممارسة في الثورة الفلسطينية من عام ١٩٧١م.. من كتبه: الدولة والثورة، رد على ماركس، إنجلز، لينين، ومقاربات مع الرؤية الإسلامية من عام ٢٠٠١م.. من كتبه: الديمقراطية والعلمانية في التجربة الغربية – رؤية إسلامية من عام 201٤م.
من تحصيل حاصل إذن اعتراف مثلي بأن اللقاء المباشر معه مرتين أو أكثر لا يكفي لإيجاد الكلمات المناسبة للتعريف بصاحب القامة السامقة في الفكر والفلسفة، في السياسة والوطنية، في قضايا الأمة كقضية فلسطين المركزية، أو قضية النهوض والتغيير.فأستعير الكلمات من رفيق دربه الأخ الكبير ياسر زعاترة، وذلك من مقالة له في صحيفة العربي ٢١ (https://bit.ly/3dIERue) إذ يقول:
تشرّفت بصداقة منير شفيق منذ التقيته في تونس عام 1991…
إنه رجل يقدم نموذجا أخلاقيا عاليا، ويشعر المرء أنه يتعلم منه كلما التقاه (جمعتنا مئات اللقاءات)، إن على صعيد السياسة والفكر والتحليل، أم على صعيد الالتزام الأخلاقي، وذلك في وسط يندر فيه الالتزام، ويكثر فيه التهافت على المكاسب.
في شخصية منير شفيق، تعثر على الرجل النزيه الصادق المتقشف الذي لا تغريه المكاسب، ولا تنحرف بوصلته، ولا يقبل المساومة على قيمه ومبادئه بحال من الأحوال.
ومع صعوبة الإحاطة بشخص منير شفيق يصعب اختيار مقتطفات من عباراته لهذه الوقفة تحت عنوان “قطوف وقبسات”، إنما أؤكد أنه نذر يسير هذا الذي أقتطفه من كتابه “في الحداثة والخطاب الحداثي”، إصدار المركز الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء، وقد نُشرت الطبعة الأولى عام ١٩٩٩م. يقول فيه: (ص ١٩٨)
إن جعل الأفكار الغربية التي يراد الترويج لها في بلادنا سببا في نهضتنا إذا ما تبنيناها وجعلنا منها لعملنا هاديا يكوّن عملية وهمية تزيد حالنا سوءا وتدهورا. إن الإشكال في نهج الحداثيين عند تقديم الغرب أو الحداثة الغربية لبلادنا أنه يفتقر إلى الدقة التاريخية والفهم الصحيح للغرب نفسه.
(ص ٥٢)
فما لم تعترف الليبرالية بحق أوساط واسعة من الأمة بأن تحمل المرجعية الإسلامية وتتشكل على أساسها كتيارات واتجاهات وحركات وجمعيات، فإن الليبرالية بالضرورة ومنذ الولادة في خانة التعصب والقمع والإرهاب الفكري.
(ص ٦٢)
الحداثة… بعيدة كل البعد عن الواقع العياني الذي عرفته مجتمعات الحداثة، التي هي الأكثر تنكرا للآخر حتى لو قرر القانون أو الدستور مبدأ المساواة، فالاحتقار والتشويه اللذان يتعرض لهما “آخرون” كثيون في السينما والإعلام الغربي يتجاوز أشكال التهميش ليدخل في نطاق التمييز الذي تقوم منه العنصرية والعليائية والإلغائية أو الإقصائية.بكلمة، أين تلك المجتمعات الحديثة؟ وأين تلك الحداثة التي تقوم على أساس الاعتراف بالآخر واحترامه وإعطائه حقوقا وفرصا متساوية؟
وحتى الإطلالة القادمة في سلسلة قطوف وقبسات، أستودعكم الله ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب