نظام رئاسي مزعوم

الخلط بين نظام رئاسي وواقع استبدادي

خواطر

تتكرر محاولات تجميل الوجه القبيح للاستبداد في بلادنا باستمرار، وذلك كلما أراد متسلط من المتسلطين، جديدٌ أو قديم، أن يبيض وجه الاستبداد بتعديلات ما، ترافقها حملة إعلامية فاسدة، لا تواري واقع الاستبداد الفردي بغض النظر عن خلفيته العسكرية أو الحزبية.

وتحمل محاولة التجميل غالبا الزعم القائل إن هذا نظام رئاسي، مثل ما يوجد في دول ديمقراطية عديدة.

وصحيح أنه يوجد ما هو جدير بالنقد والمراجعة في واقع الأنظمة الديمقراطية الغربية، ومن ذلك دعمها لعصابات الاستبداد في بلادنا والاعتماد عليها، ولكن نقطة النظام الرئاسي المزعوم بالذات لا علاقة لها بذلك. وإلاّ هل يمكن أن نقارن مثلا بين أي نظام استبدادي في بلادنا وبين الانتخابات النيابية الأخيرة في فرنسا، ويحكمها نظام رئاسي، إذ أسفرت الانتخابات مؤخرا عن قرار الناخبين أن يخسر الرئيس الغالبية التي كان يعتمد عليها في المجلس النيابي؟

أم هل يمكن أن يحصل لمستبد في بلادنا أن يسقط كما أسقط الأمريكيون رئيسهم نيكسون أو يفضحوا رئيسهم كلينتون، كما حدث في الماضي القريب، بل كما أسقط الناخبون واقعيا رئيسهم ترامب قبل فترة وجيزة؟

كلا يا سادة!

النظام الديمقراطي يقوم على أسس محددة، سواء كان نيابيا أو رئاسيا، ورغم كل انحراف تطبيقي تحت تأثير طغيان المادة، فتلك الانحرافات لا تقارن بالفساد الذي ينخر في البنية التحتية والفوقية للأنظمة المستبدة في بلادنا، فتسلطها قائم دوما على اغتيال الإرادة الشعبية، ولا يوجد مسحوق من مساحيق التجميل يمكن أن يخفف من بشاعتها ومن جرائمها بحق الشعوب وحق الإنسان.

وأستودعكم الله، مع أطيب السلام من نبيل شبيب

الاستبدادالديمقراطيةالنظام الرئاسي