مختارات تطلعات ومؤهلات من خطبة لعصام العطار

ــــــــــ

إنّ أهدافَنا الدينية والقومية والإنسانية أوسَعُ كثيراً من حُدود سورية، وأبعدُ كثيراً من حاضرنا القاصِر المُتَخَلِّف.
إنّنا نَتَطَلَّعُ إلى تحريرِ الوطنِ العربيِّ كلِّه وتوحيدِه وإقامَةِ الحَياةِ فيه على أفضل الأُسُس الإسلاميّة والوطنيّة والإنسانيّة التي تضمن له ولأبنائِه الحرية والكرامة والعدالة والتقدُّم في كُلِّ مَجال.
ونتطلّعُ إلى تحرير العالم الإسلاميّ كُلِّه، وشَدِّ أواصِرِ الأُخُوَّةِ والتعاوُنِ بينَ أبنائِهِ وشعوبهِ ودُولِه على كلِّ صعيدٍ واجب أو ممكن.
ونتطلّعُ إلى دَوْرٍ عالميٍّ إنسانِيّ يتجاوز بنا حُدودَ البلدان والأقوام لمصلحَةِ البشر جميعاً، وخدمةِ الحقّ والعدالة والسلام في كُلِّ مَكان، فنحنُ أصحاب رسالة عالمية إنسانية ساميَة لا تعرف الحدود.
ونحتاجُ في ذلك كُلِّه –إنْ كُنّا صادقين جادّين– رُؤيَةً بَعيدةً شاملةً واضحة، واستراتيجيّةً واعيةً مُتَطَوِّرَة صالحَة، وإرادةً صادقةً صارمَة، وجهداً بصيراً كبيراً لا ينقطع، وأنْ نَمُدَّ جُسورَ التعارفِ والتعاونِ المثمر بيننا وبينَ غيرنا مِنْ أصحاب النوايا الطيبة مِنَ الناس في كلّ مكان مِنَ الأرض.. وهذا كلُّه مِمّا لا نملكُه، بل لا نملك كثيراً مِنْ مُؤَهِّلاتهِ الآن، ومِمّا يجب أنْ نُعْطِيه حَقّه من التفكيرِ والتأهيلِ والعملِ الدائب البصير، فالأمرُ عندَنا هو أمرُ عقيدةٍ وواجبٍ ومصلحةٍ ومَصير.

نعم، نعم، يجب أن نبدأ حَيْثُ نحن، ولكن يجب ألاّ نظلَّ حَيْثُ نحن، وإلاّ فهو القصور والتخلّف والضياع والهلاك.

عصام العطار

عصام العطار