مائة إنجاز في مائة يوم

على هامش الطوفان وتداعياته

خواطر

ليس المقصود بعنوان هذه الخواطر تعدادَ مائة إنجاز تحققت في مائة يوم مضت على انطلاق طوفان الأقصى، فالإنجازات كثيرة لا يحيط بها رقمٌ ما ضمن خواطر معدودة، بل لا تكفي للإحاطة بها دراسات متتابعة ومجلدات كبيرة؛ كما أن العنونة بالأرقام أو المناسبات مجرد أسلوب تقليدي لا ينفي أن الحدث المشهود حاليا هو ككل حدث تاريخي، انسيابي لا يتوقف بأحداثه وإنجازاته عند حد زمني نختاره ونركز عليه، ولا عند تصنيف نوعي نفكر به.  

إنما المقصود بهذه الخواطر ذكر بعض العناوين الكبرى، التي يكفي تعدادها لبيان جانب مما يلقيه الحدث على عاتق الدارسين والباحثين والمؤرخين من مهام كبيرة وواجبات جليلة، لا سيما لتحقيق هدف إعادة نبض الحياة إلى مجرى تاريخ أمتنا، لتتجاوز حالة الكمون المستمرة منذ حقبة طويلة، ولا مكان للكمون الطويل الأمد في حياة أمة تطلب النهوض.  

أولا: إنجازات في ميادين الرؤية والقيم

– جرف الطوفان فرضيات عديدة وبيّن أن المشروع الصهيوني مشروع غربي محض منذ نشأته الأولى إلى اليوم.

– كما أثبت أن كل بوائق هذا المشروع بوائق مستمدة في جوهرها وتجلياتها وتوحشها من أصولها الغربية.

– وظهر أن دحر هذا المشروع مفروض، مع التمسك بمنظومة القيم والأخلاق رغم من سقطوا في أوحال انتهاكها.

ثانيا: إنجازات في تعامل الشعوب مع الحدث

– وصل التلاحم بين شعب فلسطين والمقاومة المولودة في حواضنه مكانة نموذج أعلى في تاريخ الأمم.

– ورغم همجية جرائم العدوان وهمجية التعامل الغربي معه، بلغ الصمود الشعبي أقصى الدرجات الممكنة بشريا.  

– وأثبتت تداعيات الطوفان أن العطاءات الذاتية هي أول ما يصنع التفاعل الشعبي عالميا وقد يصنع التغيير دوليا.

ثالثا: إنجازات في استخدام الإعلام

– تجلّت المصداقية الإعلامية في الحرص على الموضوعية دون مبالغة في طرح المنجزات والرؤى الذاتية.

– كما ظهر حسن توظيف المعرفة بما يؤثر على أصحاب القضية وأعدائها وعلى مختلف الفئات العمرية والثقافية.

– وكان الإبداع جليا في اختيار الوسائل والتوقيت ومضمون المواد الإعلامية حول الجوانب العسكرية والسياسية.

رابعا: إنجازات في الفضاءات السياسية

– تجدّد عبر تداعيات الطوفان بيان الأدلة على محورية قضية فلسطين ومركزيتها عربيا وإسلاميا وإنسانيا، وعلى أهميتها دوليا.

– تجدّد رصيد المقاومة لدى الشعوب بعد تأثره سلبا نتيجة الأخطاء التي وقعت سابقا في طرح مواقف سياسية تمس بالثورات الشعبية العربية ومشروعيتها.

– أظهرت تداعيات الطوفان حدود عنجهية مشروع الهيمنة الإيرانية إقليميا، كما بيّنت موقعه المنافس لمشروع الهيمنة الصهيوني.

خامسا – إنجازات في الميدان العسكري

– كان الطوفان وما ظهر في تداعياته أحدث تطبيق مشهود لقاعدة شروط التوازن بين الفئة القليلة والفئة الكثيرة مع الاستعداد بقدر الطاقة والتفاني في الإخلاص للقضية.

– رغم ظروف الحصار والعدوان والتراجع المتوالي رسميا من جانب السلطات العربية والإسلامية، بلغت المقاومة الفلسطينية مستوى عالميا من القدرة على التخطيط والتنفيذ لإنجازات عسكرية مع ضمان كافة المتطلبات الأمنية على نحو أثار ذعر كل عدو وإعجاب كل صديق.

– لا أحد يطرح جادا أن طوفان الأقصى سيجرف في المستقبل المنظور كل ما كان من اغتصاب واحتلال وتوسع وهيمنة وإجرام في الأرض المباركة وما حولها، ولكن لا أحد يستطيع أن ينكر جادا أنه جرف بعض ذلك وما ارتبط به من عنجهية، كما كسر حاجز الخوف ووهم الردع؛ وهذا ما يتطلب البناء عليه لمواصلة الإنجازات.

وأستودعكم الله وأستودعه المسجد الأقصى وأكنافه وكل من يعمل من أجله، ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب

 

طوفان الأقصىفلسطين
Comments (0)
Add Comment