يوم ١٥ / ٢ / ٢٠١١م صدر حكم قضائي بسجن التلميذة المدونة الشابة طل الملوحي لمدة خمس سنوات (انقضت في هذه الأثناء وتضاعفت) وكانت في العشرين من عمرها يوم صدور الحكم الجائر بحقها، ولا يصح وصف ذلك الحكم بالقانوني، ولا يصح أن تنسب إلى القضاء محكمة هي نفسها معتقلة رهن الاستبداد، وقد أعلنت ذلك الحكم في سورية، وعللته بإفشاء معلومات للولايات المتحدة الأمريكية. وكانت الملوحي تلميذة في المرحلة الثانوية، عندما اعتقلت في كانون أول / ديسمبر سنة ٢٠٠٩م، بعد أن نشرت مقالات في خدمة قضية فلسطين والحرية في مدوناتها الشبكية جاء في إحداها قولها (إنها تتوق للقيام بدور في تشكيل مستقبل سوريا التي تخضع لسيطرة حزب البعث منذ خمسين عاما).
وقد ولدت طل الملوحي يوم ٤ / ١١ / ١٩٩١م في حمص، واعتقلها جلاوزة القمع في سورية يوم ٢٧ / ١٢ / ٢٠٠٩م، وسرعان ما انقطع الاتصال بها وحيل دون أسرتها ودون معرفة مكان احتجازها.
في سنة ٢٠٠٦م استدعيت طل الملوحي لجهاز قمعي أسدي بسبب ما نشرتها في موقع النادي السوري في صيغة مناشدة طالبت فيها بشار الأسد بالإسراع في عملية التحول الديمقراطي بالبلاد، قائلة إنه (كرئيس يحتم عليه منصبه وقف الفساد المستشري)، مع تذكيره بوعوده السابقة، وتكرر استدعاؤها من بعد مرارا. وانتقلت مع أسرتها إلى مصر مع نهاية سنة ٢٠٠٧م، وزارت سورية لمدة شهر في منتصف عام ٢٠٠٨م لأداء امتحانات مدرسية، وتكرر استدعاؤها القمعي في تلك الفترة، ثم في القاهرة عن طريق السفارة السورية هناك، فأجري معها تحقيق مُنع والدها من الحضور خلاله، كما تلقت تحذيرا من التعامل مع الشبكة كتابة أو تواصلا مع سواها من السوريين.
وعادت طل إلى سورية مع أسرتها في منتصف ٢٠٠٩م، ويوم ٢٦ / ١٢ / ٢٠٠٩م استدعاها (جهاز أمن الدولة) للتحقيق حول مقال نشرته في مدونتها، ولم تعد من ذلك التحقيق، وبعد يومين داهم عناصر الجهاز المذكور منزلها مع أسرتها في حمص، وصادروا جهاز حاسوبها وأقراصا تسجيلية وكتبا لها، وحُرمت لاحقا من المشاركة في امتحانات الشهادة الثانوية، ولم تستطع أسرتها الحصول على معلومات عنها.
وفي ٤ / ٣ / ٢٠١٠م طالبت المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان بالإفراج عن طل الملوحي قبل موعد الامتحانات دون جدوى، بينما وصل إلى علم أسرتها أنها تتعرض للتعذيب منذ اعتقالها، وهو ما استمر حتى تدهورت حالتها الصحية تدهورا شديدا.
وحاولت أسرتها مرارا أن تطلب من بشار الأسد التدخل للإفراج عن الشابة المعتقلة، دون جدوى أيضا، رغم تذكيره بأن جدها محمد ضياء الملوحي كان وزير دولة لشؤون مجلس الشعب في عهد حافظ الأسد.
ثم بدأ تداول معلومات عن اتهام التلميذة الشابة المدونة بالتجسس لصالح دولة أجنبية، مثل ما نسبه موقع شام برس لمصدر رسمي زعم أنها أدلت بمعلومات تضرّ بالأمن السوري لدولة أجنبية، ونسب موقع سيريا نيوز إلى مصدر رسمي أيضا أن الدولة المقصودة هي الولايات المتحدة الأمريكية.
وأثار اعتقال طل احتجاجات شبابية واسعة النطاق لا سيما عن طريق المدونات الشبكية وعبر وقفات احتجاجية في مصر واليمن وبلدان أخرى، وشاركت في الاحتجاجات وإصدار البيانات منظمات عديدة مثل مراسلون بلا حدود وهيومان رايتس والعفو الدولية.
وكان لطل الملوحي أكثر من مدونة شبكية، في مقدمتها (مدونتي) الحافلة بقصائد ومقالات لصالح قضية فلسطين، مثل قصيدة القدس سيدة المدائن، ثم مدونة رسائل وآخر محتوياتها رسالة بعنوان الرسالة الأولى إلى الإنسان في هذا العالم يوم ١٩ / ١ / ٢٠٠٩م
وأستوعكم الله وأستودعه طل الملوحي وأخواتها وإخوتها ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب