ذاتَ ثورةٍ.. كنّا، وكانتْ داريّا في حصارها لهيباً يتأجّج.. يتفجّر..
وذاتَ ثورةٍ خبتْ مشكاتها في أرضها.. ورحلتْ.. بأقمارها.. وتركتْ للرّكامِ ليلَ الحداد.. وفجراً باكياً ذاك الغياب..
ذاتَ ثورةٍ نزعتْ داريّا منّا أرواحنا.. حين خذلناها.. حين هوت تُقبِّلُ شهداءها بإشفاقٍ.. وأنّها لا تودعهم.. خذلناها!
وانطفأ اللّهيبُ فما عدنا نبصرُ.. وطال الطريق فما عدنا نألم ذاك الألم منذ أدمنّا الخذلان.. فما عادت داريّا.. ولا أنَّتِ المعضميّة.. ولا احترقتْ حلب.. ولا حوصرت الوعر وبردى ومضايا والزّبداني…وبرزة والقابون وحيّ تشرين الدّمشقي..
ما عدنا نألم!! يكفي أن يموت فيك جزء.. لتموت كلّك.. ويكفي أن ينبض فيك جزء لتعيش كلّك.. لتعيشَ رغم انهزامك.. ويأسك.. وحصارك.. لتعيشَ.. لتحلمَ.. لتأملَ.. ولتكمل المسير أبداً على ذاك الطريق.. فهناك فجرٌ وهناك ميلاد جديد
شآم النسيم