قال أستاذي الجليل ( ١ )
عندما يَزْدادُ انطباقُ الظّلامِ على شُعْلَةِ الحقِّ التي نحملُها يَزْدادُ شعورُنا بالحاجةِ إِلى النّور، وبضرورةِ الاستمرارِ في رفعِ هذه الشّعْلَةِ إِلى أن تُسْدِلَ أيديَنا قَبْضَةُ الموت
٠ ٠ ٠
نحن لا ننظُر إِلى الحاضرِ وحدَه، ولكنّنا ننظرُ مَعَهُ إِلى المستقبل
ولا نخاطبُ هذا الجيلَ وحدَه، ولكنّنا نخاطبُ مَعَهُ الأجيالَ المقبلة، والإِنسانَ من حيث هو إِنسان
٠ ٠ ٠
إِنّنا لا نكتبُ بالْمِداد، ولكنْ بِدَمِ القلب.. فمعذرةً إِذا ظهرَ في سطورنا أثرُ الجراح
٠ ٠ ٠
إِنّنا نضعُ في كلماتِنا حياتَنا.. فأوصلوا هذه الكلمات إِلى حيث لا يمكنُ أن نصلَ بها نحن، وتجاوزوا بها الحدودَ المغلقةَ في وجهِ الحقِّ والمستقبلِ الإِسلاميّ والإِنسانيّ المنشود
٠ ٠ ٠
وما أُبالي إِذا التاريـخُ أَنْصَفَنـي
أَوْ جارَ في حُكْمِهِ أَوْ ضَلَّ أَوْ كذَبَـا
وما أُبالي لِسَـانَ الدَّهْـرِ تَوَّجَنـي
بالحمْدِ أمْ أَعْمَلَ الأنْيابَ والقُضُبَـا
الظالمونَ على شَــتّى مَذَاهِبِهِـمْ
مَالُوا عَلَيَّ، وما بالَيْتُهُـمْ، عُصَبَـا
اللّهُ قَصْـدي وهذا الكَـوْنُ أَجْمَعُهُ
لم يَسْتَثِرْ رَغَباً في النفسِ أوْ رَهَبا
حَسْـبي طَهارةُ قَلْبي في مَقاصِـدِهِ
والنّهْجُ ما رَضِيَ الرحمنُ أوْ طَلَبـا
إنْ نِلْتُ مَرْضاتَهُ فالشَّمْسُ دُونَ يَدِي
فكَيْفَ أَقْبَـلُ في آمالِيَ الشُّـهُبَـا
٠ ٠ ٠
نَمْشي إِلى الغَايَةِ الكُبْرى على ثِقَـةٍ
عَزْمٌ حَدِيدٌ ونَهْجٌ غَيْرُ مُنْبَهِمِ
وأَنْفُسٌ قدْ شَـرَاهَا اللّهُ صادِقَـةٌ
أَقْوَى مِنَ الْمَوْتِ والتَّشْـريدِ والأَلَمِ
ما طَأْطَأَتْ قَطُّ للطَّاغُوتِ صاغِـرَةً
خَوْفاً وعَجْزاً وما أَلْقَتْ يَدَ السَّلَم
٠ ٠ ٠
ما قَيَّـدَ الفِكْـرَ مِنَّا جَـوْرُ طَاغِيَـةٍ
أو أوهن العزم بطش المستبدينا
غَرامُنَـا الْحَـقُّ لَمْ نَقْبَـلْ بِـهِ بَـدَلاً
إذا غيّرت غير الدنيا المحبّينا
في الخَوْفِ والأَمْنِ مَا زَاغَتْ مَواقِفُنَـا
والعسر واليسر قد كنا ميامينا
فَمـا رَآنَـا الهُــدَى إِلاّ كَوَاكِبَــهُ
وما رآنا الندى إلا عناوينا
ومـا رَآنَـا العِـدَى إِلاّ جَبَـابِــرَةً
وما رآنا الفدا إلا قرابينا
نُفُوسُـنَا السَّلْسَلُ الصَّافِي فَإِنْ غَضِبَتْ
للحق ثارت على الباغي براكينا
عِشْــنَا أَبِيِّيـنَ أَحْرَاراً فَإِنْ هَلَكَـتْ
في الحق أنفسنا متنا أبيّينا
يا شـامُ قَدْ عَظُمَـتْ قَـدْراً مَطالِبُنـا
يا شام قد بعدت شأوا مرامينا
نَمْضِـي مَـعَ اللهِ لا نَدْري أَتُدْنِينَــا
أقدارنا منك أم تأبى فتقصينا
نَمْضِـي مَعَ اللهِ لا تَدْرِي جَوَارِينَـا
متى وأين ترى نلقي مراسينا
نَمْضِـي مَعَ اللهِ قُدْمـاً لا تُعَوِّقُنَــا
عن المضيّ -وإن حلّت- مآسينا
نمْضِـي مَعَ اللهِ والإِســلامُ يَهْدِينَـا
الله يمسكنا والله يزجينا
نَمْضِـي مَعَ اللهِ والجُلَّـى تُنَادِينَـا
راضين راضين ما يختار راضينا
٠ ٠ ٠
أمّا الوزاراتُ والمناصب، فالحاكمون يعلمونَ كما يعلمُ الشعب أَنّني لا أُفكِّرُ فيها ولا أَقبلُ بها، وأَنّني قد رفضتُ الاشتراكَ في هذه الحكومة عند تأليفها أوّل مرّة، كما رفضتُ الاشتراكَ في الحكومة الدُّستوريّة التي سبقتها، وأنّ مكاني الذي اخترتُه لنفسي هو أنْ أخدمَ دعوتي وأُمّتي على الصعيد الفكريّ والشعبيّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من حديث صحفي للأخ عصام العطار في دمشق يوم الجمعة ١٧ ربيع الأول ١٣٨٢ﻫ الموافق ١٧ آب / أغسطس ١٩٦٢م
٠ ٠ ٠
لقد جاهدتُ، وأُجاهد، وسَوْف أُجاهد، لرفعِ العُبوديّةِ والظّلْمِ والخوفِ عن كلِّ فردٍ من أفرادِ شعبنا دونَ تمييز، وتحقيقِ الحريّةِ والعدالةِ والأمنِ لكلِّ فردٍ من أفرادِ شعبنا دونَ تمييز، وفتحِ أبوابِ المستقبلِ الكريمِ العظيمِ لأجيالِنا الحاضرةِ والمقبلةِ جميعاً –إن شاء الله-
عصام العطار في دمشق سنة ١٩٦٣م
٠ ٠ ٠
إِنّ حُرّيّةَ كلِّ مواطنٍ في سورية هِيَ حُرِّيّتي، وكَرامتَهُ هِيَ كَرامَتي، وسَلامتَه هِيَ سَلامَتي.. وإِنِ اخْتَلَفَ مَعي في الرّأْي، أو وقف مِنّي مَوْقِفَ الخصْم.. وسأُدافع عن كلِّ مواطنٍ مُسْتَضْعَفٍ مظلوم، وعن حُقوقه الأساسيّة المشروعة، في مُواجَهَةِ كلِّ حُكْمٍ غاشم، وكلِّ طاغوتٍ ظالم، وكلِّ عُدْوانٍ آثمٍ مهما كان مصدره.. ولو كلّفَني ذلك الحياة
عصام العطار في دمشق سنة ١٩٦٣م
٠ ٠ ٠
إنّني أَتَوَجّه إِلى الشعبِ كلِّه، لِتحريرِ الشعبِ كلِّه، وإطلاقِ إرادتِه المقَيَّدَة، وطاقاتِه الْمُهْدَرَة، وتحقيقِ ذاتِه وإمكاناتِه، وأهدافِه وآمالِه الكُبرى، على كلِّ صعيد
عصام العطار في دمشق سنة ١٩٦١م
٠ ٠ ٠
ويُشْـرِقُ الحـقُّ في قَلْبِي فَلا ظُلَـمٌ
ويَصْدُقُ العَـزْمُ، لا وَهْنٌ ولا سَـأَمُ
دَرْبٌ سَــلَكْناهُ والرّحْمـنُ غايَتُنـا
مَا مَسَّـنَا قَـطُّ في لأْوائِـهِ نَـدَمُ
نَمْضِي ونَمْضِي وإِنْ طالَ الطريقُ بِنا
وسَـالَ دَمْـعٌ على أطْرافِـهِ ودَمُ
يَحْلُـو العَـذَابُ وعَيْـنُ اللهِ تَلْحَظُنـا
ويَعْذُبُ المـوتُ والتشـريدُ والأَلَـمُ
٠ ٠ ٠
أَمْضِي مَعَ الحَقِّ والصَّحْراءُ مُحْرِقَةٌ
لا ظِلَّ فيها ولا مَأْوَى لإِنسانِ
أَمْضِي مَعَ الحَقِّ والأَمْواجُ هَادِرَةٌ
وَقَدْ تَقاصَرَ خَوْفاً كُلُّ رُبَّانِ
أَمْضِي مَعَ الحَقِّ والأَجْواءُ عاصِفَةٌ
والأُفْقُ يُشْعِلُ نِيرَاناً بِنِيرانِ
أَمْضِي مَعَ الحَقِّ والظَّلْماءُ حَالِكَةٌ
وَبارِقُ الْفَجْرِ لَمْ تُبْصِرْهُ عَيْنانِ
أَمْضِي مَعَ الحَقِّ والأَخْطارُ مُحْدِقَةٌ
والْمَوتُ يَرْنُو بِأَشْكَالٍ وأَلْوانِ
أَمْضِي مَعَ الحَقِّ والأَهْواءُ حَاكِمَةٌ
فلا تَرَى غَيْرَ أَهْواءٍ وعُبْدَانِ
أَمْضِي مَعَ الحَقِّ والأَسْقامُ ضَارِيَةٌ
والْجِسْمُ شِلْوٌ مُدَمّىً بين عِقْبَانِ
أَمْضِي مَعَ الحَقِّ ما دارَ الْجَدِيدَانِ
وَلا سِلاحَ سِوَى عَزْمِي وإِيمَانِي
أَمْضِي وَلَوْ سَدَّ دَرْبِي كُلُّ طُغْيَانِ
وَلَوْ تَنَكَّرَ لِي أَهْلِي وَإِخْوَانِي
اللّهُ حَسْبي.. لَهُ قَلْبِي وَوِجْدَانِي
وَوَحدَهُ القَصْدُ في سِرّي وَإِعْلانِي
٠ ٠ ٠
تَفْنَى الْحَياةُ ويَبْقَى مِنْ كَرامَتِنَا
مَا لَيْسَ يُفْنيهِ أَسْقامٌ وَأَعْمَارُ ُ
كّنا مَعَ الْفَجْرِ أَحْراراً، وقَدْ غَرَبَتْ
شَمْسُ الشَّبابِ، ونَحْنُ الْيَومَ أَحْرارُ
٠ ٠ ٠
قَلْبِي هُوَ الْمُزْنُ لا حِقْدٌ يُلَوِّثُهُ
وهوَ الرَّبيعُ بِأَزْهارٍ وَأَنْداءِ
بَذَلْتُهُ لِلْوَرَى طُرّاً فَمَنْهَلُهُ
عَذْبٌ سَخِيٌّ لأَحْبَابِي وَأَعْدائي
وَعِشْتُ لِلْحُبِّ أُغليهِ وأُكْرِمُهُ
فَوْقَ الصَّغَائِرِ مِنْ حِقْدٍ وأَهْواءِ
٠ ٠ ٠
كَمْ ذَا جَزَيْتُ عَلَى الكُفْرانِ عِرْفَانَا
وكَمْ جَزَيْتُ على مَا سَاءَ إِحْسَانَا
وَكَمْ أَسَوْتُ جِرَاحَاتِ الأُولَى ثَمِلُوا
مِنْ نَزْفِ جُرْحِيَ أَقْدَاحاً ونُدْمَانَا
للهِ قَلْبِي نَمِيرٌ كُلُّهُ وسَنَىً
أَحَالَهُ الْحُبُّ والإيمانُ غُفْرَانَا
سَـمَا بِيَ الْحُبُّ فِي عَلْيَاءِ جَنَّتِهِ
فَكِدْتُ أُخْطِئُ وَجْهَ الأرضِ أَحْيَانَا
٠ ٠ ٠
الْحُبُّ نَبْعٌ إِذا ما غَاضَ كَوْثَرُهُ
فَلا حَياةٌ وَلا خَيْرٌ وَلا أَمَلُ
وَلا حَنانٌ وَلا عَفْوٌ وَلا كَرَمٌ
وَلا جَمَالٌ ولا فَنٌ ولا أَدَبٌ
وَلا سُمُوٌّ إِلى الْجُلَّى وَلا عَمَلُ
ولا سَعادَةُ نَفْسٍ في سَمَاحَتِهَا
والأَرْضُ مِنْ حَوْلِهَا بالحِقْدِ تَشْتَعِلُ
قَلْبِي هَوَى الْحُبِّ، لا يَجْفُو خَمَائلَهُ
هَيْهَاتَ عَنْهُ هَزَارُ الْحُبِّ يَرْتَحِلُ
يُغَرِّدُ الْحُبُّ في قَلْبِي فَيُطْرِبُني
مِنْ مُهْجَتي شَجْوُهُ وَالشَّدْوُ والنَّهَلُ
حُبٌّ تَجَاوَزَ أَحْبَابِي فَوَارِفُهُ
ظِلُّ الْعَدُوِّ إِذا طَاحَتْ بِهِِ السُّبُلُ
أَقِيهِ بالْجَفْنِ مِنْ حَرٍّ ومِنْ خَطَرٍ
وَلا تَوهُّجُ رُوحٍ وَهْوَ يَبْتَهِلُ
وَفي ضُلُوعِيَ مِنْ أَحْقَادِهِ أَسَلُ