دردشة – همسات بين الثوار

 

– ١ –

أين ينتشر اليأس؟

قال وهو يرمي ببصره بعيدا في الأفق:

– أصبحت لا أفتح الشبكة لدقائق إلا وأغلقها مجددا.. علام ينتشر اليأس بين كثير من السوريين هذه الأيام؟

نظر إليه صديقه وشريكه في موقع حراسة يجمعهما وقال بشيء من اللامبالاة:

– ليت من يعبر عن يأسه يقضي ليلة أو يوما معنا في الميدان ليتخلص من تلك الآفة.

 

– ٢ –

اليأس في الميدان؟

في استراحة قصيرة بين جلستين في مؤتمر حضره جنوب تركيا، سمع حوارا بين شخصين، وأحدهما يقول لصاحبه بإلحاح:

– يا أخي رغم المعاناة.. لا يوجد ما يستدعي القنوط، النصر يأتي مع الصبر، وحالنا اليوم أفضل مما كان قبل أربع سنوات..

فتدخل في الحوار وقاطعه قائلا:

– قل هذا للثوار.. فأنا أتابع أخبارهم يوميا، وكأنهم لا ينتظرون نصرا قريبا.

أجاب بصوت خافت:

– سأقول ذلك.. عندما أعود إلى موقعي بينهم غدا بعد هذا المؤتمر، ولكن لم نشعر يوما باليأس من النصر.

 

– ٣ –

منطق الثورة

– أخي.. أنا أفهم كيف أستخدم سلاحي.. ولا أفقه في السياسة، وأتساءل هل تخلت عنا القوى الإقليمية والدولية كما يقال؟

رفع صديقه سلاحه عاليا وهو يقول:

– أخي.. هل كانت تلك القوى معنا عندما خرجنا بصدور عارية نواجه طغمة عاتية لها علاقاتها الوثيقة إقليميا ودوليا؟

يومذاك لم تتوقف مظاهراتنا بسبب خذلان أي طرف، فهل نوقف معاركنا لهذا السبب الآن؟

نبيل شبيب