استوقفني فجأة أثناء نقاش بيننا ليسأل: من نحن؟
عجبت للوهلة الأولى من سؤاله المفاجئ، فتساءلت: من تقصد؟ أنت وأنا؟
قال: نعم.. ولا.. أقصد كل من يتكلم أو يعمل لهذه الثورة الشعبية.
أدركت ما يريد لمعرفتي السابقة به، ولكن لجأت إلى محاكاة أسلوبه في السؤال:
هل تقصد الثورة في سورية، أم الثورة الشعبية المتمددة في المنطقة العربية، وهل تعني وجهها المسلح الحديث، أم الثورة بمختلف الوسائل في مواجهة مختلف أشكال البغي والظلم والاحتلال والطغيان والاستغلال..
قاطعني قائلا:
تعلم أنني أقصد وجوب تحديد هويتنا.. انتمائنا.. كي نعمل معا، على أساس إسلام أهل السنة والجماعة..
قلت بهدوء:
المسيرة في طريق العمل هي التي تحدد ما نسميه الهوية والانتماء أخي الكريم، قد يكون في صفوف " الذين آمنوا" -إن اعتبرتهم عربا- سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي، وقد يعيش مع "الذين آمنوا" -بمنظور أنهم مسلمون- من كان من المنافقين أو اليهود.. وما غيّر هذا وذاك تاريخيا من حقيقة مجتمع المدينة وانتمائه ومنجزاته، فمعالم صورته رسمتها على أرض الواقع المعاش آنذاك ممارسة العلاقات الداخلية بين الجميع، ورسمها التعامل مع العالم الخارجي، وكان العالم الخارجي آنذاك هو كل ما تجاوز حدود المدينة المنورة.
نبيل شبيب