قال متألما: إن كانت إلا أعواما معدودات من الربيع العربي وعادت القوى الدولية لتمسك بجميع العُقَدِ لصناعة القرار في بلادنا
قلت: هذا صحيح
قال متابعا: ووصلوا الآن إلى الثورة في سورية أيضا
قلت: إذاً لا بدّ من مواجهة القوى الدولية
قال بتهكم مرير: نعم.. نعم.. نواجههم.. ونحن لا نملك من الإمكانات ما ننقذ به بعض أهلنا من الجوع والمرض
قلت: إذاً لا بدّ من تنمية إمكاناتنا
قال متسائلا: وأين نحن من ذلك دون كفاءات قادرة ومخلصة؟
قلت: إذاً لا بدّ من تأهيل الكفاءات من جيل الشباب ودعمهم
قال بلهجة المغتاظ: نعم.. عن طريق المعلمين والمدربين وأنت تراهم يتحركون ولكن أسرابا متفرقة في كل واد
قلت: إذاً لا بدّ من جمعهم للتعاون والتخطيط والعمل
قال وقد ارتفعت حدّة نبرات صوته: نحن لا نستطيع أن نصنع شيئا.. عاجزون.. ميّتون..
قلت: إذاً لا بدّ من إحياء وجداننا واستعادة ثقتنا بأنفسنا..
قال وكأنه خرج عن طوره: ما هذه الفلسفة السفسطائية؟
قلت بهدوء: هي فلسفة نعرف عنوانها منذ زمن بعيد: ما لا يتمّ الواجب إلا به فهو واجب، أما قعود العاجزين عن رؤية المنطلق للتحرك، ولو بقينا مواتا في قعر المنحدر، فهذا مرفوض.. مرفوض.. مرفوض.
نبيل شبيب