دردشة – الثورة يملكها من يحقق أهدافها

قال بشيء من الابتهاج:
– يبدو أن زيارة بوتين لتركيا لم تشمل عقد اتفاقات وصفقات تجارية فقط، بل شملت أيضا موافقة روسية للتخلي عن "الأسد"..
قلت:
– لم يصدر موقف رسمي، فيبقى مثل هذا الكلام أقرب إلى شائعات أو تمنيات..
تابع دون اكتراث:
– بالمقابل سئل أوباما عن وجود مساع ما لإسقاط "النظام" فأجاب باقتضاب "كلا".. 
قلت:
– وليس في هذا الجواب جديد..
قال:
– ولكنني أتساءل عند متابعة هذه الأخبار، أين وصلت الثورة؟
قلت بشيء من الاكتئاب:
– عندما أسمع ما تنقل ثم ما تسأل عنه،أقول أصبحت الثورة "أسيرة".. 
نظر إلي ممتعضا وقال:
– ماذا تعني؟.. ألا ترى أن القوى الخارجية تتحكم بمسار الثورات في بلادنا؟
قلت:
– بلى.. لأنها تتحكم بطريقة تفكيرنا.. وأنت تعلم أن فرقتنا وقصور جهودنا الثورية والداعمة للثورات، كانت من أسباب وضع مفاصل مساراتها في أيدي "أصدقاء وأعداء".. أو كما يقال: تدويل قضايانا.
تساءل مقاطعا:
– ألا ينبغي أن نتابع ما يصنعون؟
قلت: 
– يا أخي الكريم.. لا غبار على متابعة تقلبات مواقفهم، ولكن لا تكون للمتابعة قيمة ثورية، إلا بتوظيف المواقف وتقلباتها في خدمةما نسعى نحن إليه، ولا يتحقق ذلك إلا بقدر ما يكون العمل الثوري مستقلا، فاعلا، يفرض على الأرض وقائع تجعل أي جهة خارجية مضطرة للتفاعل مع ما تصنع الثورة نفسها، بعطاءات ثوارها مع معاناة شعوبها.. 
أما آن الأوان أن نرتبط جميعا بالثورات كما بدأت، ثورات شعبية، وأن نتلاقى على المسارات الثورية الجامعة لنا، المستقلة عن قوى خارجية، لنصل من خلال ذلك إلى الأهداف الشعبية حقا.. 
التغيير‎قادم حتما، ولكن أي تغيير يأتي سيخدم الجهة التي تأتي به، فإن صنعه عدو خدمه، أو صنعه صديق خدمه.. ألا ينبغي أن يكون التغيير في كل بلد ثائر من صنع الثورة نفسها، من صنع الثوار، من صنع أهليهم الداعمين للثورة، من صنع وحدتنا وتعاوننا وتكاملنا.. آنذاك نحرر ثوراتنا من أغلال أجنبية، ويخدم التغيير الذي "صنعناه جميعا" في خدمة شعوبنا وبلادنا حقا.

نبيل شبيب