ــــــــــ
العاشر من تشرين الثاني / نوفمبر يذكرنا كل عام بمولد شيخ الأقصى رائد صلاح عام ١٩٥٨م، وأراد كاتب هذه السطور أن يذكر هذا العام أيضا بسيرته وجهاده مستندا إلى أن كثيرا من الناس تستوقفهم أيام الذكرى حتى تجاه أناس وفي قضايا تتطلب عدم الإغفال عن ذكرها وذكرهم في أي يوم من أيام العام.
ومن لا يتابع حياة شيخ الأقصى يوما بيوم يتساءل لحظة يذكره، هل هو في السجن أم خارج السجن هذه الأيام، ويكفي الشروع في البحث عن جواب، لنجد أنه خارج من السجن لتوه، أو عائد إليه لتوه، والواقع أنه ساعة كتابة هذه السطور مع إتمامه ٦٢ عاما من العمر، يقضي مجددا فترة من السجن وفق حكم محكمة إسرائيلية لا تعرف سوى إصدار قرارات ظالمة بكل مقياس، وقد سبق صدور الحكم بالسجن لمدة ٢٨ شهرا، بحق تلك الهامة الحرة المرفوعة في علياء الأرض المباركة في العاشر من شباط / فبراير ٢٠٢٠م، وصدر الحكم بعد اعتقال في السجن لمدة عام ثم تحت الإقامة الجبرية في منزله لأربعة شهور، بعد توجيه عدة تهم إليه محورها جميعا وطنيته وإباؤه ونضاله وجهاده السلمي من أجل شعبه ومن أجل الأقصى والأرض المباركة حوله.
وتذكر القلم كلمات كتبها ونشرها بشأن حالة سابقة مطابقة، وكان من تلك الكلمات المنشورة يوم ١٠ / ١١ / ٢٠١٧م:
(اعتقل رائد صلاح لأول مرة عام ١٩٨١م بتهمة الانتماء إلى “أسرة الجهاد” كتنظيم تحظره السلطات الإسرائيلية، ثم مرات عديدة كان آخرها ساعة كتابة هذه السطور اعتقاله يوم ١٥/ ٨/ ٢٠١٧م، وسجنه باتهامات مصطنعة على خلفية خطب جمعة واكبت حركة النضال الفلسطيني ضد نصب مزيد من أجهزة الرقابة على مداخل المسجد الأقصى. فكان على الدوام لا يفرج عنه إلا ليعتقل مجددا، ولا تسقط لائحة اتهامات لا يخرج مضمونها الحقيقي عن دائرة خدمة وطنه، إلا لصياغة لائحة اتهامات جديدة، كما أنه لا يخرج من السجن الصغير إلى الكبير ومن الكبير إلى الصغير إلا ويعلن مجددا مواقف التحدي للسجانين ومن جاء بهم إلى بلده.. ومن أراد فليرجع إلى مقالاته التي جمع بعضها قبل عام ونيف كتاب (رسائل فحماوية) نسبة إلى أم الفحم بفلسطين المنكوبة).
ويمكن العودة إلى المزيد حول شيخ الأقصى تحت وسم (رائد صلاح) في مداد القلم.
نبيل شبيب