من يستشعر الخطر؟
الخطر الماحق تقتيلا وتفتيتا وتطهيرا جغرافيا وعرقيا وطائفيا، يقتحم القلب من سورية وفلسطين ومصر وتركيا والعراق واليمن وليبيا والخليج.. و.. و.. الخطر يتهدد بلادنا جميعا ويتهدد الإنسان ومستقبله في عالمنا وعصرنا.
الثورات الشعبية العربية فتحت بوابة تغيير حضاري جذري شامل، واستشرف المهيمنون على أسباب القوة وصناعة القرار والتحكم بمصائر الإنسان والأوطان حجمَ ذلك التغيير القادم، واستشعروا خطورته على منظومة الهيمنة والتبعية المحافظة على وجودهم وسيطرتهم، فتلاقت القوى الفاجرة، إقليميا ودوليا، على حصار أسباب التغيير، وتوزيع الأدوار بينهم لتوجيه الضربات إليه، إلى ثورات وشباب وأفكار.. ووحّدت القوى الفاجرة كلمتها ومساراتها رغم خلافاتها، وداست القيم الإنسانية جميعا رغم طول تبجحها بها.. وتكاملت مع بعضها بعضا في توجيه ضرباتها، وما تزال تنتقل في ذلك من تصعيد إلى تصعيد.
هل استشعرنا نحن الخطر حقا؟
كلماتنا تقول: نعم، وآلامنا تقول: نعم، ولكن لسنا صادقين باستشعار الخطر إذا اكتفينا بالكلمات وجلّها يساهم في تفرقة صفوفنا وقلوبنا وتصنيف بعضنا بعضا ليساق فريق بعد فريق إلى المقصلة.. أو اكتفينا بالشكوى من آلامنا وجلّ شكوانا يساهم في تثبيط القلة العاملة من بيننا والكثرة الصامدة من أهلنا.
متى (نبدأ) باستشعار الخطر حقا؟
لن (نبدأ).. عندما ينتظر كل منا أن (يبدأ) سواه.
لن (نبدأ).. إذا بقي القادرون على التواصل واللقاء والتخطيط والتمويل والإنجاز، ينتظر كل منهم الطرف الآخر أن يأتي إليه ويمشي خلفه.
لن (نبدأ).. ما دام الزمن يمضي بنا، ونحن ننتظر نهايتنا دون أن (نبدأ).
نبيل شبيب