خاطرة – ثورات شعبية.. ومحرك إسلامي

لم تطرح الثورات الشعبية "شعارات سياسية" بل طرحت الشعوب الثائرة شعارات "إنسانية تاريخية جامعة" يمثل كل منها منهجا لطريق ينبثق من تحرّر إرادة الشعب بديلا عن شعارات سياسية كانت وما تزال تعبر عن حزب أو اتجاه أو سلطة أو إملاء أجنبي.

ليست الثورات الشعبية عندما يحركها الإسلام، وترتوي من قيم الإسلام، تغييرا "انقلابيا" ولا "حزبيا" ولا "فئويا" فجميع ذلك قد يبدّل السلطة فحسب.. بل هي ثورات تاريخية لأنها تغيّر الواقع من جذوره لصالح الإنسان.
ليست الثورات "حلا وسطيا" ولا "ثمرة جزئية" ولا "محاصصة توافقية"، فجميع ذلك محوره السلطة.. والثورة الشعبية الحقيقية محورها الشعب والوطن والمستقبل والإنسان.

مسارات التغيير الشعبية تحتاج إلى مزيد من العطاء والإبداع.. وإلى الفهم العميق والاستيعاب المتبادل لصناعة إنسان الثورة الإنسانية الحضارية

إذا كان المنحرفون فكرا وسلوكا يستغلون الشعارات الإسلامية ويساهمون بتطرفهم في الانحراف بمسارات ثورية تغييرية، فإن الانقلابيين وأتباع التحرك الدولي المضاد للثورات يعطون الدليل يوميا على أنهم يخشون من "المحرك الإسلامي غير المنحرف" في صناعة ثورات التحرير، لأنه محرك تحرير الإنسان وليس تحرير "المؤمنين بالإسلام" فقط.. بل هو أيضا محرك تحرير السلطات -لو رغبت في التحرر- من الإجرام والطغيان والتبعيات الأجنبية، وليس تحريرها من مخالفة "الشريعة" على حساب أصحاب الشرائع الأخرى كما يزعمون..
المحرك الإسلامي "القويم" هو محرك تحرير قضايا بلاد المسلمين وغيرهم من العبث الاستبدادي المحلي والدولي بها، كما يجري في مختلف أنحاء المعمورة، وليس محرك تحرير "أرض المسلمين" فقط.

إن الهدف المشترك المطلوب ثوريا وإسلاميا هو في الحصيلة:
أولا: الانطلاق من مشروعية الثورة الشعبية واستحالة العودة عنها
ثانيا: تعزيز القواسم المشتركة بين كافة من يخدم التغيير والشعوب والأوطان
ثالثا: التحرك بوعي وبمخطط مدروس ضمن إطار رؤية زمنية واقعية

نبيل شبيب