“العودة” كما هي في الأصل: حق أصيل مشروع بمختلف المعايير، يتضمن استعادة الأرض والممتلكات المادية والحقوق الوطنية وما ينبثق عن ذلك على صعيد الحرية والسيادة والاستقلال ووحدة الأرض والشعب. لا يمكن فصل عودة الشعب عن استعادة الوطن.. وإلا فما الذي “يستعيده” المشرد وإن عاد إلى بيته وقريته، ووجد نفسه في “وطن غيره”؟
ما هو الفارق آنذاك بين هذه “العودة” – على افتراض تحقيقها – وبين حياة التشريد عن الوطن؟
داخل حدود الوطن يمكن للمواطن الانتقال من مسكن إلى آخر، ولكن لا يخسر بذلك وطنه، حتى وإن خسر مسكنه، أما التشريد خارج الوطن عند اغتصابه، فلا يكون تشريدا عن السكن فحسب ليمكن تعويضه بسكن آخر، بل هو تشريد عن الوطن، فيفرض العمل لاستعادة الوطن، حتى لو عاش المواطن لسبب ما مغتربا خارج حدوده.
تشمل جريمة التشريد اغتصاب الوطن مع تشريد أهله، فحق العودة يجمع عودة الوطن إلى أهله وعودة أهله إليه.
نبيل شبيب