تعريب – خارج الخدمة لمؤلفه هلموت شميدت

ــــــــــ

نص الكتاب بالعربية تعريب نبيل شبيب للتحميل

 

خارج الخدمة لهلموت شميدت تعريب نبيل شبيب

(ملاحظة: صدر الكتاب بالعربية عن دار السيد للنشر في الرياض وذكر اسم المترجم نبيل شبيب بوصفه راجع الترجمة، بينما أدت المراجعة إلى إعادة الترجمة بصورة كاملة وإضافة الهوامش، بالاتفاق مع دار السيد في حينه)

مقاطع من مقدمة المترجم

هذه ترجمة لكتاب صدر لهلموت شميدت باللغة الألمانية مع بلوغه التسعين من عمره، وكان أول كتاب صدر له في عام ١٩٦١م بعنوان “دفاع أم انتقام؟ مساهمة ألمانية حول الإشكالية الاستراتيجية لحلف شمال الأطلسي”، ولم تكن مساهمة بسيطة، تلك التي طرحها آنذاك قبل تسع سنوات من استلامه منصب وزير الدفاع في ألمانيا الاتحادية، وتُعتبر مناقضة للتصورات السائدة آنذاك لدى الدولة الأمريكية، إحدى دول الاحتلال الأربعة لألمانيا المجزأة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥م.

كان ذلك الكتاب بداية مسيرته التي احتل فيها مكانة أحد مشاهير الفكر الاستراتيجي الغربي، متميزا به عن الخط العام للحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي ينتسب إليه، وهو ما كان من أسباب كثير من جولات الخلاف بينه وبين رفاقه من القادة الحزبيين، إلى جانب تميز فكره الاقتصادي-المالي الذي صنفه في الجناح اليميني من الحزب، وأعطاه في الوقت نفسه مكانة أحد كبار المفكرين الغربيين في هذا الميدان أيضا.

ينعكس هذا وذاك في كتابه هذا المطروح بين أيدينا، لا سيما فيما يورده بصورة مفصلة حول ما يسميه الرأسمالية المتوحشة، ويخوض من خلاله بما تصنعه المضاربات والمراهنات المالية من أزمات خطيرة، بما في ذلك الأزمة المالية العالمية التي انطلقت من ساحة الرهون العقارية الأمريكية.

. . .

يطرح المؤلف جانبا بالغ الأهمية يرتبط بتواصله مع قادة العالم في الساحة الغربية والآسيوية على وجه التخصيص، وما ارتبط لديه بذلك من تصورات حول مستقبل العالم -وإن كانت أفكاره هذه مفصلة تفصيلا أوسع في كتابه “قوى المستقبل” (انظر التعريف به)- وتشمل هذه التصورات جانب العلاقة بين الحضارات، حيث يحذر بوضوح من فكرة “صدام الحضارات” وما ينبني عليها، ويؤكد ذلك في مواضع عديدة يتحدث فيها عن الإسلام كما تعرف عليه، وإن اقتصر حديثه هنا على “صداقته” الحميمية مع الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، فلم يورد فيما عدا ذلك شيئا يذكر حول محادثاته مع جهات إسلامية أخرى، نوه بها دون ذكر أسماء أو ذكر مضامين لتلك المحادثات.

على أن دعوته إلى التسامح بين الأديان، لا تعني أنه ينطلق من المسيحية للتسامح مع الأديان الأخرى ولا سيما الإسلام، بل ينطلق من فكر علماني غربي، ومن كونه لا يعتقد بدين من الأديان اعتمادا على “الوحي” مصدرا ربانيا، بل يريد أن يكون للأديان -السماوية وغير السماوية- دور محدد باعتبارها جزءا من الواقع القائم، وباعتبار تأثيرها على غالبية البشر.

القارئ العربي يفاجأ مثلا بمقولة شميدت في أحد مواضع كتابه هذا إن البلدان النامية عموما، بما في ذلك البلدان الإسلامية، لا يمكن أن يستقر فيها “حكم ديمقراطي” وأقصى ما يمكن أن تصل إليه هو “انتخاب حاكم مستبدّ”، فبغض النظر عما يمكن قوله بشأن النظام الديمقراطي بصبغته الغربية، وما له من سلبيات وإيجابيات، يبقى المهم هنا أن ما يقصده الكاتب هو”إيجابيات” هذا النظام من حيث الاحتكام إلى الإرادة الشعبية وفصل السلطات وسيادة القضاء ودولة القانون، فهذا ما لا يرى شروطه متوافرة في “تلك” البلدان!

يبقى أن الاطلاع على هذا الكتاب يحقق الفائدة والمتعة دون ريب، وقد تدخل قلم المترجم في بعض المواضع بهوامش توخى بها مساعدة القارئ للتعرف على بعض الأسماء والأحداث الوارد ذكرها في الكتاب، مما تشملها عموما الثقافة السياسية للقارئ الغربي فلم يكن الكاتب في حاجة إلى شرحها، علاوة على بعض الملاحظات الواردة بقلم المترجم أيضا، وتتناول بعض الأفكار المطروحة بشيء من التنويه الإضافي إلى وجود اعتبارات أخرى لا يراعيها قلم المؤلف” الحريص -كما يقول- على معرفة الرأي الآخر، فهي واردة من هذا المدخل أيضا.

فيما عدا ذلك يمكن التأكيد أن نص الترجمة مطابق بدقة وعناية لنص الكتاب الصادر باللغة الألمانية، فمع الحرص على أسلوب عربي البيان، كان الحرص الأكبر على أن تصل أفكار الكاتب كما هي للقارئ العربي أيضا.

والله الموفّق.

نبيل شبيب

للتحميل تعريب – خارج الخدمة لمؤلفه هلموت شميدت تعريب نبيل شبيب

يمكن لمن يرغب الحصول على النسخة المطبوعة لترجمة الكتاب من دار السيد للنشر، العنوان:
دار السيد للنشر والتوزيع- ص.ب 56844 – الرياض 11548 – السعودية

 

ألمانياكتب تعريب نبيل شبيبهلموت شميدت Helmut Schmidt