تعريب – حروب المناخ لمؤلفه هارالد فيلتسر

ــــــــــ

تعريب كتاب حروب المناخ – النص الكامل للتحميل

في ختام هذا الكتاب يقول مؤلفه هارالد فيلتسر:
(يمكن أيضا وصف مسار العولمة الجارية، باعتبارها حدثا متسارعا لتحوّل اجتماعي يؤدّي إلى تحلّل الحضارات، ويوصل في النهاية -إذا كان الوضع سيئا- إلى مجرّد ضياع الفوارق ما بين إرادات البقاء على قيد الحياة فحسب.

هذا على أي حال ما يمثّله تأليه العنف الذي تعتقد الحضارة الغربية أنها وجدت في التنوير مفتاح التخلص منه. ولكنّ تشغيل الرقيق الحديث، فاستغلال المستعمرات دون رحمة في فترة التصنيع المبكر، وصولا إلى تدمير أسس حياة الإنسان، جميع ذلك لا علاقة له بذلك البرنامج التنويري إطلاقا، بل يعني أن التاريخ لن يخطّ في صفحاته تاريخ الغرب “الحرّ الديمقراطي المتنوّر” فقط، بل سيكتب له أيضا تاريخا مقابلا، من الاستعباد والاضطهاد وجميع نقائض التنوير.

إن مستقبل نتائج التبدّل المناخي سيُظهر أنّ التنوير لا يستطيع أن ينأى بنفسه عن هذه الجدلية، بل سيكتب بنفسه إخفاقه من خلالها)

. . .

صدرت عن دار السيد للنشر في الرياض الترجمة العربية التي قام بها كاتب هذه السطور لكتاب هارالد فيلتسر (حروب المناخ) ويأتي إصدارها باللغة العربية في مرحلة لا تخفى أهمّيتها، فبعد أن كانت المخاطر المتوقّعة علميا نتيجة تلويث المناخ، هي الشغل الشاغل على الساحة الدولية قبل سنوات معدودة، تراجع الاهتمام بها بوضوح نتيجة الأزمة الرأسمالية العالمية، إنّما لا يعني هذا أنّ تلك المخاطر لم تعد موجودة، فهي تتفاقم باطّراد، وظهرت مقدّماتها من قبل ولا يزال المزيد يظهر ويسجّل مآسي كبرى على الصعيد البشري، ولا ينبغي أن يغيب ما يمكن أن تساهم في اشتعاله من استخدام للعنف ربّما بصورة غير مسبوقة، كما يقول مؤلّف الكتاب، انطلاقا من اختصاصه وتكليفه بوضع دراسة عن “أسباب العنف” رأى وهو ينجزها أنّ التبدّل المناخي يمكن أن يكون من أخطرها، بما في ذلك درجات من العنف غير مسبوقة.

وهنا يكمن الدافع إلى ترجمة هذا الكتاب، فالحاجة ملحّة إلى متابعة أعمق، لتصعيد استخدام العنف بفعل التبدل المناخي مع استشعار حجم الأخطار المستقبلية على الحضارة البشرية، والتي لا تنجو منها بلادنا المعرضة أيضا لأخطار الحروب والصدامات نتيجة الاستبداد المحلي والهيمنة الأجنبية كما هو معروف.

. . .

عندما ظهر هذا الكتاب باللغة الألمانية في نيسان/ إبريل ٢٠٠٨م كان الحديث عن التبدل المناخي في الغرب قد بدأ ينحو منحى جديدا، فبعد المخاوف التي أثارتها نتائج دراسات علمية على أعلى المستويات عالميا، بدأ يظهر للعيان (١) مفعول “الاعتياد” على شدة التطورات المناخية من جهة، ممّا يُضعف الإحساس بالقلق ويبدّل نوعية التعامل مع الأخطار، ومن جهة أخرى (٢) مفعول الاطمئنان النسبي إلى أنّ العواقب الاجتماعية والبشرية داخل البلدان الغربية لن تكون بحجم ما يُنتظر لها أن تكون خارج حدودها. وقد كان لهذا وذاك أثره -وفق رؤية الكاتب المنهجية- في تحوّل محاور البحث عن حلول للمشكلات المناخية، لتستقرّ تدريجيا على مستويات قاصرة دون مواجهة المشكلة “الضخمة”، أبرزها محوران:

– محور إجراءات بعيدة المدى، من شأنها تخفيف سرعة ارتفاع وسطي الحرارة الأرضية بعد عقود، مع ما يرافق الاتفاق على ذلك من مساومات، بتأثير عوامل صراع المصالح المادية.
– ومحور تعزيز “حماية الحدود والمجالات الغربية” تجاه موجات الهجرة واللجوء، التي تصاعدت لأسباب عديدة، وينتظر أن تتصاعد أضعافا مضاعفة نتيجة عواقب التبدل المناخي مستقبلا.

وقد جمع الكاتب أكثر من مدخل تخصصي لإلقاء نظرة استشرافية على الحروب المستقبلية، التي أعطاها عنوان حروب المناخ، مع التنويه بأن من الحروب الحالية -كما في دارفور- ما يصنّفه الكاتب تحت عنوان حروب المناخ أيضا. والعنصر الحاسم هو مسبّبات النزاع، إذ يراها كامنة في عواقب التبدل المناخي، التي بدأت مظاهرها للعيان في الوقت الحاضر وفق ما يطرحه هذا الكتاب.

والكاتب -هارالد فيلتسر- يحمل درجة الأستاذية (بروفيسور) في العلوم النفسية الاجتماعية، ويدرّسها، كما يشغل منصب مدير عام مركز “بحوث العلوم البيئيّة” في معهد “الثقافات والعلوم” في مدينة إسن بألمانيا. وسبق أن أصدر عددا من الكتب التي تناولت الأبعاد النفسانية-الاجتماعية من وراء الحروب خلال القرن الميلادي العشرين، الذي يراه قرنَ “حروب الإبادة” وشاهداً على سرعة اللجوء إلى القتل -كما يسمّي الحروب- وسيلة للتعامل المتطرف مع مشكلات اجتماعية.

ويكمن هنا بالذات مدخله إلى التنبؤات المستقبلية في كتابه الجديد عن القرن الميلادي الحادي والعشرين وحروبٍ تقع خلاله وتلتقي دوافعها عند حصيلة التبدّلات المناخية عالميا، فالمنطلق إلى الدراسة كما يقول هو تكليفه بدراسة تحليلية حول “مستقبل العلوم الاجتماعية والثقافية”، وأراد من خلال ذلك بيان مدى القصور في متابعة المتخصصين في هذه العلوم لظاهرة العنف، المرتبطة ارتباطا وثيقا بالمتغيرات البيئية، والتي ستشهد تبعا لذلك مزيدا من التطوّر ببلوغ هذه المتغيّرات مستوى تبدل مناخي عالمي واسع النطاق، لا تحمل عواقبه صفة الشمولية الجغرافية فقط، بل تنذر أيضا بأن تكون فترات امتدادها وتأثيرها زمنيا غير محدّدة، فهي مشكلة أجيال، إضافة إلى آثارها في أعماق البنى المعيشية، الثقافية والاجتماعية.

على أن الكاتب لا يطرح “فرضيات” في استشرافه للمستقبل، بل يناقش -كما ذكر في المقدمة- ما وقع في الماضي ممّا له علاقة بموضوع كتابه والغاية من تأليفه، ويستفيض في ذلك حتى ليكاد القارئ يتساءل أحيانا ما إذا كان القلم قد شذّ بصاحبه عبر طرح التفاصيل، إنما يجد الجواب على ذلك غالبا في نهاية الفصل أو الفقرة المعنية، من خلال بضع عبارات تبيّن بوضوح أن ما حدث في الماضي نموذج “مصغّر” لما ينبغي ترجيح وقوعه في المستقبل، بل قد ينبغي اعتباره حتميا وفق سنن وقواعد ثابتة في العلاقات البشرية.

. . .

وتواجه ترجمة الكتاب إلى العربية صعوبات عديدة، بسبب أسلوب الكاتب ولأسباب أخرى، منها:

١- ينطلق الكاتب من تخصّصه في علوم الاجتماع والنفس، والأصل أنه يوجّه خطابه إلى أقرانه ليستحثّهم على إعطاء جهد علمي أكبر للبحث في واقع العلاقة بين التبدّل المناخي واستخدام العنف ومستقبلها، وليس سهلا سبك العبارات باللغة العربية في ترجمة كتاب متخصص، يراد منه أن يحقق الفائدة للمتخصصين، ولعامّة القراء في وقت واحد، إنّما يخفّف من وطأة ذلك قليلا أن الكاتب يعمد في كثير من المواضع إلى أسلوب سرد قصصي، يضيف لونا من المتعة إلى الفائدة المرجوّة من طرح الكتاب على القارئ العربي.

٢- ينطلق الكاتب من مخزون ثقافي ومعرفي يسود في الغرب، فيستخدم بعض العبارات والأمثلة التي لا يجد القارئ الغربي صعوبة في استيعابها بصورة مباشرة والتفاعل معها سلبا أو إيجابا، فكان لا بدّ أن يتدخّل قلم المترجم أحيانا في شرح بعض الكلمات أو العبارات (ما بين قوسين) دون إدخال خلل على النص الأصلي.

٣- يريد الكاتب إقناع المتخصّص والقارئ في الغرب عموما، والناطقين بالألمانية تخصيصا، بما يطرحه من أفكار في كتابه، وما يورده من حجج وأمثلة من الماضي لبيان مخاطر مستقبلية قادمة، فلا ينبغي للقارئ العربي أن يستغرب مثلا وقوفه في مواضع عديدة -بكثرة ملحوظة- عند ما يسمّى المحرقة النازية، مع ملاحظة انطلاق الكاتب من استيعابها بما يتجاوز حدود “قتل اليهود” كما هو سائد في الفكر والإعلام في الغرب، وهو ما يتجلّى في دقة اختياره للعبارات التي يستخدمها عموما رغم تركيزه على “اليهود” كضحية للنازيين، إضافة إلى إشارات عابرة تكشف عن استيعابه للمحرقة باعتبارها من صنع النازيين، وأصابت بحصيلتها أناسا من أكثر من عشرين جنسية.

٤- ليس التاريخ من تخصص الكاتب، فهو يعتمد فيما يورده من معلومات تاريخية، بما في ذلك ما يرتبط بأحداث معاصرة -كما في فلسطين- على المصادر الغربية، وسيجد القارئ العربي تبعا لذلك تناقضا بين ما يطرحه الكاتب وما يعرفه هو من كثب، وهذا ما وردت بصدده إشارات عابرة بقلم المترجم ما بين قوسين، وإن بقيت في حدود أمثلة لا تحصر كلّ ما يتناقض مع المعلومات المتوافرة للقارئ العربي وغير المتوافرة في المصادر الغربية، وهو ما يسري بصورة خاصة على قدر لا بأس به من الجهل بالواقع الفلسطيني وبالقيم الإسلامية إضافة إلى التفسير المادي -المعتاد في الفكر الغربي- لأعمال المقاومة، ناهيك عن وضعها تحت عنوان “الإرهاب”.

والجدير بالذكر هنا أن الاعتماد على المصادر الغربية والانطلاق من تصوّرات غربية، لا يعني إطلاقا أنّ الكاتب “يبرّئ” الغرب ممّا يحمل المسؤولية عنه، ليس على صعيد التبدل المناخي فقط، وإنما على صعيد حضاري بشري شامل، وهو ما يأخذ صياغة شديدة العبارة وواضحة المقصد إلى حد بعيد، في ثنايا فصول الكتاب، وبصورة مركّزة تركيزا أكبر في مقدمته والفصلين الأخيرين منه، وينوّه الكاتب نفسه إلى أن هذا الجانب “من الشدّة في العبارة” وصل إلى نصّ الكتاب المنشور “مخفّفا” للغاية، بتأثير المناقشات بينه وبين عدد من الباحثين الذين تعاونوا معه في بعض جوانب الكتاب وتأمين المصادر لِما فيه من استشهادات وفيرة.

. . .

على أن الصعوبة الأكبر في طريق الترجمة إلى العربية تكمن في الحرص على نقل “الفكرة الإبداعية” الكامنة فيما يطرحه هذا الكتاب بعنوان حروب المناخ، ومناطها الأساسي هو أن الكوارث المناخية المنتظرة ليست “كوارث طبيعية” بل “كوارث اجتماعية”، بينما ينصبّ الاهتمام على ما يجري في نطاق الطبيعة، ولا ينصبّ على ما يعنيه التبدل المناخي على صعيد الإنسان والمجتمعات البشرية والعلاقات القائمة بينها.

وينهج المؤلف طريقَ مسلسلٍ منطقي مستمدّ من تخصصه في علوم الاجتماع والنفس، ولا يسهل بيانه عبر “الترجمة” وحدها، ويمكن تبسيطه في العبارات التالية، على أمل أن تساعد القارئ في المضي مع الأفكار المتسلسلة المطروحة في الكتاب نفسه:

١- الحرب عند الكاتب هي “القتل” وهو ما ينعكس على العناوين التي يختارها والحجج التي يوردها.

٢- إذا كان الإنسان بصفته الفردية أو في نطاق مجتمع يعيش فيه يرفض القتل وسيلة للتعامل البشري، فإن نفسيته يمكن أن تتبدّل بتأثير عوامل عديدة، فيتبدل سلوكه أيضا، فيؤيد قتل الآخرين من البشر، وقد يمارسه، وقد يصل ذلك إلى درجات من “العنف الهمجي” لا يمكن تصوّرها قبل أن تظهر تلك العوامل وتفعل فعلها في النفوس وفي العلاقات البشرية.

٣- الشواهد على ذلك كثيرة، ينتقل الكاتب فيها من فييتنام إلى الصومال، ومن فلسطين إلى البلقان، ومن المحرقة النازية إلى مأساة الإبادة الجماعية الرواندية.. والقاسم المشترك لديه على الدوام هو (١) نشوء معطيات ترتبط بمخاوف حقيقية أو وهمية، وبالحرص على البقاء على قيد الحياة، واستشعار وجود أخطار مضادة، فآنذاك يتبدل السلوك البشري، الفردي والجماعي، وتقع “جريمة القتل” حربا أو إبادةً بصور غير متوقعة من قبل، و(٢) العنصر الحاسم من وراء ذلك هو الصراع على الموارد الطبيعية، مما انعكس فيما مارسه الاستعمار الأوروبي، وينعكس اليوم في صور شتى معاصرة.

٤- يؤدّي التبدّل المناخي إلى مضاعفة مفعول هذا القاسم المشترك بجناحيه، أي استشعار الخطر، كما في الغرب إزاء ازدياد موجات الهجرة، ونضوب الموارد الطبيعية التي تزيد تلك الهجرة حجما وتسارعا، وهذا ما يسوّغ قول المؤلّف إن القرن الميلادي الحادي والعشرين سيحفل باستخدام العنف -والقتل تحت عنوان الحرب- بدرجات متصاعدة كمّا ونوعا على خلفية التبدّل المناخي ونتائجه.

٤- لا ينبغي الاطمئنان إلى “مقاومة” الإنسان لهذا التطوّر الخطير، لا سيما في المجتمعات المستقرة في الغرب وفق تصوراته المستمدّة من التنوير والحداثة، بل على النقيض من ذلك، فهذه التصورات ستخسر الجولة في نهاية المطاف، ولا إلى “المقاومة” المحتملة في المجتمعات البشرية عموما التي ترفض العنف المتطرف من شاكلة الإبادة الجماعية، فالتحوّل النفساني الاجتماعي -وذاك محور الكتاب بمجموعه- يقع بتأثير عوامل مادية، من شأنها أن تبدّل حتى التصوّرات العقائدية -بمنظور الكاتب- بل أن يقع ذلك خلال فترات زمنية وجيزة، ممّا تشهد عليه الأمثلة التاريخية الواردة في الكتاب باستفاضة ملحوظة.

. . .

يبقى التنويه أيضا:

– إلى أن القارئ قد يشعر بتكرار بعض الأفكار بين فصل وآخر، إنما هو تكرار يفرضه السياق أحيانا، ويتعمّده الكاتب الذي يمضي مع تطوير “فكرته الإبداعية” المشار إليها درجة بعد أخرى، والتي يبنيها لبنة فوق لبنة، فيرجع أحيانا إلى ما وصل إليه من ذلك في فصل سابق، ليضيف إليه اللبنة التالية في فصل لاحق.

– كذلك التنويه إلى أن بعض المصطلحات التي لم يصل إلى علم المترجم وجود مقابل لها بالعربية من قبل، كانت تفرض عليه الاجتهاد في طرح ما يقابلها مثل “رجال أعمال العنف” أو “أسواق العنف”، ويتبين المقصود بكل منها وسواها في السياق.

– وأخيرا التنويه إلى بعض العبارات التي قد تصطدم باقتناعات المترجم والقارئ العربي عموما، كالتي يقول الكاتب فيها، إن العقائد لا تصنع الأحداث بل تبدّلها الأحداث، فمثل هذه العبارات صادرة عن الإرث المعرفي الغربي، ويجب استيعابها على هذا الأساس.. فقط.

ويؤخذ من مجمل ما سبق، أن الدافع إلى ترجمة هذا الكتاب يكمن في الحاجة الملحّة إلى متابعة أعمق، من جانب القارئ المتخصص وعموم القراء، لقضية التبدل المناخي وأبعادها الحاضرة والمستقبلية، وعلاقتها بتصعيد استخدام العنف، وما يمكن أن تصل إليه صناعة القرار بصدده في الدول الغربية، مع قابلية أن يجد تأييدا في مجتمعاتها، وما يستدعي بدوره استشعار حجم الأخطار المستقبلية على الحضارة البشرية بفعل التبدل المناخي، وما ينبغي أن تساهم به المجتمعات العربية والإسلامية للحدّ من هذه الأخطار، ليس على صعيد مواجهة عواقب التبدل المناخي فقط، بل كذلك في مواجهة عواقب ما يترتب عليها في الميدان السياسي والعسكري عالميا، لا سيما فيما تعبّر عنه العبارة القائلة إن الحرب -أي القتل حسب تعبير الكاتب- وسيلة لتحقيق غرض سياسي.

والله من وراء القصد.

نبيل شبيب

ألمانيا، جمادى الأولى ١٤٣١ هـ ونيسان / إبريل ٢٠١٠م

– – –

تعريب كتاب حروب المناخ – النص الكامل للتحميل

انظر أيضا تعريفا موجزا بالكاتب والكتاب: (مطالعة – حروب المناخ لمؤلفه هارالد فيلتسر)


يمكن لمن يرغب الحصول على النسخة المطبوعة لتعريب الكتاب من دار السيد للنشر، العنوان:
دار السيد للنشر والتوزيع- ص.ب 56844 – الرياض 11548 – السعودية

 

المناخكتب تعريب نبيل شبيبهارالد فيلتسر harald welzer