بين ثورة سورية ومحنة فلسطين

رؤى التشكيك المغرضة وتشابك قضايا التحرر

خواطر

نعايش لحظة تاريخية مفصلية إلى حد كبير، تذكر بلحظات تاريخية مفصلية أيضا، شهدتها بلاد الشام وكان بعضها من أيام الحملات المغولية والصليبية عندما انطلقت جولات التطهير بالتزامن مع بوادر التحرير، حتى تحقق هذا وذاك بتلاقي الشام مع حوض النيل.

ويوجد من يتبع أسلوب التشكيك كمسارعة بعض الأنظمة العربية إلى التحذير والوعيد، وقد تهاوت دعواتها قبل أن تستقر، فطواها مجرى الأحداث السريع من إدلب إلى حلب وحماة، فحمص وما بعد حمص، كما طوى أيضا محاولات التشكيك في أن الجولة الثورية الجارية على أرض سورية، تشغلنا عن فلسطين ومحنتها، إنما هي محاولات فريق كان منشغلا على الدوام أو متشاغلا عن قضية فلسطين، فمن أين تنطلق حمية التذكير بها ومزاعم التناقض بين قضية مصيرية وأخرى؟

إن الانشغال عن قضية فلسطين نشهده من قبل إطلاق المحنة الحالية من عقالها، وسقطت فيه ذات الجهات التي تطلق تمنياتها أن تنقذ بقايا النظام الأسدي من السقوط، أو من التهاوي المتسارع أكثر من السقوط الشاقولي، بعد أن نخر فيه الاستبداد والفساد، وأنهكه استيراد الميليشيات الدموية وتصدير مخدرات الكبتاجون عبر العصابات الأسدية.

إن أداء الواجب الثوري للتخلص من الاستبداد في أرض الشام وأخواتها هو جزء من التذكير بقضية فلسطين وما تواجهه عبر حرب الإبادة الجماعية، ولا يمكن أن يغفل عن ذلك ثائر مخلص، وإن رأى مصلحة ما في عدم الخلط في مرحلة من المراحل بين طرح الأهداف التحررية من الاستبداد والفساد وأهداف التحرر من كافة أشكال العدوان والاحتلال والهيمنة الأجنبية في أي مكان من المعمورة.

وأستودعكم الله ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب

 

الاستبدادالعدوانسوريةفلسطين