واكب نشر السطور التالية الجرائم الأسدية في مخيم اليرموك سنة ٢٠١٢م، ويتجدد نشرها مع بضع عبارات إضافية في مواكبة الجرائم الأسدية في حوض اليرموك سنة ٢٠١٨م.
* * *
من قبل مذبحة تل الزعتر من جانب حافظ الأسد الأول، والتي كانت من محطات خدمة المشروع الصهيوني عبر الهيمنة على لبنان آنذاك، من قبل ذلك بدأ مسلسل إنجازات العصابات الأسدية في سورية على صعيد قضية فلسطين المحورية المركزية، وهو مسلسل نعايش من حلقاته الإجرامية من جانب بشار الأسد ما يصنعه في حوض اليرموك بعد جريمته في مخيم اليرموك سنة ٢٠١٢م.
ولنتساءل:
ما مصير منظمة الصاعقة الفلسطينية التي نشأت على أرض سورية قبل العهد الأسدي الإجرامي؟
آين معسكرات الفدائيين في أرض سورية؟
ما الذي صنعه الأسدان وحلفاؤهما في لبنان عبر حرب المخيمات وتقسيم منظمة فتح إلى قسمين؟
ألم يكن إخراج المقاومة المسلحة الفلسطينية من أرض لبنان عملية مشتركة، أسدية-إسرائيلية؟
ألم يكن ذلك ثمن السيطرة الأسدية على لبنان لسنوات عديدة بمباركة دولية وإقليمية؟
هل تركت العصابات الأسدية مجالا لحمل السلاح تحت عنوان المقاومة إلا وفوقها راية مشروع هيمنة استبدادية إيرانية إقليمية؟
لا يحتاج أهل فلسطين الصادقون المخلصون ولا يحتاج أهل سورية وسائر العرب والمسلمين للبحث طويلا عن أجوبة، فالأجوبة لديهم، ومن أدلّتها مسلسل الجرائم الأسدية في مخيمات الرمل واليرموك وفلسطين وأخواتها، وهي من حلقات الإجرام الموروث مجرما عن مجرم.
وقد كان الأسد الأب بارعا في توظيف دهائه للترويج لعنوان مضلل مخادع: مقاومة وممانعة وقومية في قلب العروبة النابض، وهذا ما بلغ مداه في حرب ١٩٧٣م، التي جعل تضحيات المقاتلين في سورية فيها مدخلا إلى تحريم أي عمل لتحرير الجولان مثلما صنع السادات في مصر إذ جعل تضحيات المقاتلين مدخلا إلى التبجح بزيارة القدس وفتح صفحة التطبيع الآثم مع الاحتلال والاغتصاب.
وما كان الابن بارعا في التضليل لاسيما وأن الثورة كشفت عن الجميع شعارات التضليل، مع وصول الإجرام إلى استخدام الطائرات والدبابات والصواريخ والبراميل المتفجرة والشبيحة جهارا نهارا لإراقة الدم العربي، الفلسطيني والسوري معا.
في هذه الجولة التاريخية التي تعانق فيها الدم الفلسطيني والسوري (والمصري واليمني…) لا ينبغي المضي مع مقولات تميز بين فلسطيني وسوري، أو فلسطيني وفلسطيني، أو سوري وسوري؛ لا ينبغي القبول بتمزيق الجسد الواحد بمنظور التفرقة والتجزئة التي ورثها الاستبداد المحلي عن الاستعمار الأجنبي فأكمل طريقه.
إن قضية فلسطين هي قضية القسام من جبلة في سورية كما هي قضية الحسيني من فلسطين، وكذلك قضية سورية فهي قضية محمد الدرّة من فلسطين مثلما هي قضية حمزة الخطيب من سورية.
إنّ الذين عملوا ويعملون ضد ثورات الشعوب العربية ومنها الثورة الشعبية في سورية إنما يخدمون بذلك اغتصاب فلسطين ويخشون من الثورات الشعبية على مصير اغتصاب فلسطين، وإن الذين يمضون معهم على هذا الطريق، يضعون أنفسهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون في خدمة ترسيخ اغتصاب فلسطين.
فيا أهلنا من العروبيين، من القوميين العرب وسواهم، حتى متى ترون الدم العربي الفلسطيني والسوري يراق دون إعلان موقف صريح يدوي، كموقف رائد صلاح من قلب الأرض المحتلة عام ١٩٤٨م، وهو يرفض المزاعم الأسدية، التي تريد أن تفتري على قضية فلسطين لتبرير الجريمة الكبرى الجارية في سورية، فتلقي فوق الدماء المراقة رداء تحرير فلسطين، وأنتم تعلمون من تاريخ الأسدين المتعاقبين، أنه لم يصنع أحد -ربما باستثناء السادات- مثلما صنعا للمتاجرة بقضية العروبة والإسلام والحضارة والإنسانية.
التغيير قادم والاستبداد زائل، ولم يعد السؤال: هل يفيد الوقوف مع المستبدين بدعوى المقاومة والممانعة، إنما السؤال هو عن مصير من يمتنع عن المضي مع الشعوب للمشاركة في بناء مستقبل آخر، مستقبل المقاومة والتحرير والوحدة والتقدم.
وأستودعكم الله في سائر بلادنا ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب