ــــــــــ
لا أدري ما الذي غلب على ملامحه وهو يقول قبل أن يجلس في مواجهتي:
– يبدو أن ما كنتَ تتوقعه وتتمناه لن يحصل؟
تساءلت:
– ماذا تعني؟
قال كأنه يلقي درسا على تلميذه:
– لن تنهار أمريكا بسبب ما صنع ترامب، أو هذا ما بدأ يظهر للعيان في مواقف الرئيس الأمريكي الجديد بايدن، فهو يركز على تصحيح المسار وبالتالي وقف الانهيار.
قلت:
– وعلام يستند قولك إني أتوقع الانهيار الأمريكي ناهيك عن تمنيه.
رماني بنظرة مستغربة وهو يقول:
– ألم يكن هذا حديثك معي قبل أيام؟
قلت مع الحرص على اختيار الكلمات وسبكها في عبارات قصيرة:
– اسمح لي إذا أن أبين ما أراه بشيء من الدقة.
لا أتوقع الانهيار الأمريكي داخليا ولكن لا أستبعده، ليس بسبب عهد ترامب بل لأسباب عديدة متراكمة.
لا أتمنى ذلك الانهيار بل أتوجس منه أضرارا كبيرة على امتداد تشابك العلاقات الدولية المعقدة وانتشار السيطرة الأمريكية على صناعة القرار في العالم.
المرفوض هو الهيمنة الأمريكية وليس أصل وجود الولايات المتحدة الأمريكية وإن أصبح “ضرره أكبر من نفعه”.
كل الرؤساء الأمريكيين يفعلون عبر ممارسات السلطة ما لم يكن متوقعا عند من صدّق وعودهم من قبل؛ ولكن إذا أراد بايدن حقا تصحيح أوضاع بلاده، فلا جدوى من ذلك ما لم يتخلّ نهائيا عن ممارسات الهيمنة الدولية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا.
مما يؤسف له أنه حتى في هذه الحالة توجد أنظمة هزيلة تمارس التبعية فتدفع باتجاه استمرار طغيان سياسات الهيمنة الأجنبية عليها وعلى الشعوب والأوطان والقضايا المشروعة، التي تسيطر على التصرف بها دون حق.
نبيل شبيب