خواطر
سمعت قبل قليل تسجيلا صوتيا لأحد من أقدرهم بمنظور الثورة الشعبية في سورية، يستند فيه إلى ما يتجدد لدى المخلصين بتأثير المظاهرات الشعبية في الشمال السوري، فقد أكدت -كما يقول كآخرين سواه- أن المسار الثوري التغييري ينتقل من مرحلة إلى مرحلة، على نقيض ما يراد نشره من تيئيس من استمرارية الثورة.
وورد ضمن كلامه حول ما ينبغي الحرص عليه في هذه النقلة، عبارة: حرية أو دولة دينية؛ ولا أتخلى عن حسن الظن في مقصده، إنما خانته العبارة على الأقل، فلا تناقض بين الدين والحرية، إنما التناقض مع الحرية هو:
(١) من جانب داعش وأمثالها من خلال شعارات كاذبة تشوّه التعابير الإسلامية، ومن خلال ممارسات همجية لا علاقة لها بالإسلام ولا سواه من الأديان كما أنزلت
(٢) من جانب سواهم ممّن كانوا ولا يزالون يعارضون الدين أصلا ويريدون فرض ما يرونه هم بالإكراه.
كلا الاتجاهين مرفوض..
إن كل مسلم يرفض الحرية لأي إنسان، يتناقض مباشرة مع الإسلام وتعاليمه ومقاصده ونصوصه الشرعية الملزمة.
وإن كل من يرفض الدين ويخلط بينه كما أنزل، وبين من يزيفه شعارا وتطبيقا يحتاج إلى مراجعة نفسه على الأقل، ويحتاج إلى الحذر من الازدواجية في الأحكام إذا اقتصر أسلوبه هذا على التعامل مع الإسلام تخصيصا، فلا يوجد مبدأ ولا منهج، كالعلمانية والديمقراطية، إلا ووجد من يرفع ذلك شعارا ويطبق عكس ما تقول به المبادئ الأساسية له.
لا ينبغي أن نساهم بقصد ولا دون قصد في التفرقة بين أهل البلد الواحد على ما يتلاقون عليه كأساس من القواسم المشتركة، أما تعدد التصورات والمناهج، فيتطلب التعايش وفق قواعد مشتركة مستمدة من القواسم المشتركة، وأما المرفوض فهو إقصاء الآخر واستئصال الآخر سيان بأي ذريعة وتحت أي راية أو هوية أو شعار.
وأستودعكم الله ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب