ــــــــــ
(السطور التالية نشرت يوم ١٠ / ٥ / ٢٠١١م، وأضيف إليها بعض العبارات مع نشرها مجددا في مداد القلم)
ليست الكلمات التالية تعريفا بشخص غني عن التعريف، بقدر ما هي إشارات عابرة لبعض ما يعنيه اسم غسان النجار، ابن حلب البار، وهو من مواليدها عام ١٩٣٨م، وقد تخصص في الهندسة الميكانيكية وحصل على الماجستير من جامعة إسطنبول التقنية، وينتمي إلى أسرة معروفة بالعلم والثقافة، وكان والده من رجالات التربية والتعليم المعروفين في سورية.
انتخب غسان النجار أمين سر لنقابة المهندسين في حلب، في حقبة شهدت صراعا شديدا على حرية العمل النقابي، وقد اعتقل لمدة اثني عشر عاماً (١٩٨٠-١٩٩٢م) دون محاكمة، على خلفية المطالب النقابية بتأمين أجواء الحريات وتحقيق العدالة والديمقراطية وسيادة القانون بعيدا عن حالة الطوارئ والأحكام العرفية. وكان منذ ذلك الحين من الناشطين السوريين، وأحد أعضاء الأمانة العامة لتجمع إعلان دمشق، ومن رموز التيار الإسلامي الديمقراطي المستقل.
منعته السلطات الاستبدادية من السفر، وشمل ذلك رفض طلباته العديدة للحج والعمرة، وكان من أوائل المعتقلين (قبيل اندلاع ثورة شعب سورية) يوم ٤ / ٢ / ٢٠١١م، بعد دعوته (الأولى من نوعها بعد انطلاق ثورة تونس ثم مصر) إلى تظاهرات سلمية للمطالبة بالإصلاح وبإطلاق الحريات، وأفرج عنه في إطار محاولة امتصاص الغضب الشعبي، قبل أن يأخذ مسار الثورة مجراه ليشمل كافة أنحاء البلاد، واقتحم أزلام “الأمن” منزله في حلب مرة ثانية مع بدايات الثورة، وكان يعمل لتنشيط المشاركة في المظاهرات، ولم ينقطع عن العمل بل انتقل إلى منزل آخر في حلب ثم في دمشق، وكان من أوائل من تواصلت معه وسائل الإعلام الخارجية لمتابعة أخبار الثورة السلمية في الداخل.
مع تشديد الملاحقة والمتابعة الأمنية اضطر للخروج من سوريا مطلع عام ٢٠١٢م. وأعلن في العام نفسه عن مؤتمر التجمع السوري للإصلاح في الشهر التاسع، وانتخب رئيسا، وأسس لاحقا “حركة الإصلاح والبناء” وحمل مسؤولية الأمين العام فيها، وقد استقال من عضوية المجلس الوطني على خلفية تقارب المجلس مع “هيئة التنسيق”، ونقل إقامته إلى منطقة الحدود السورية التركية لتسهيل التواصل مع الثوار في الداخل، ويعتبر أولاده من الناشطين في ميادين عديدة من الثورة الشعبية منذ انطلاقتها الأولى.
نبيل شبيب