أشاح بوجهه عن نشرة الأخبار في التلفاز قائلا:
– ألا تلاحظ أن متابعة ما يجري في غزة والعراق ومصر وتركيا وسواها، أصبحت على حساب ما يحدث في سورية، فصار مغيّبا إعلاميا إلا في أخبار موجزة متأخرة غالبا، ونحن نعلم بوجود الكثير، وقد كان أقل منه كافيا من قبل لتغطية مستمرة ومباشرة وحوارات مع الخبراء ومراسلين تحت النار..
تمتمت كأنني أحدث نفسي:
– بعض ما يجري الآن مؤلم وقد يكون في تغييبه ما يخفف من ضرره..
أمعن في وجهي متسائلا:
– ماذا تقول.. لا أسمعك!
قلت بصوت مرتفع:
– أخي الكريم.. لا أريد الخوض في تقلبات السياسات الإعلامية ومن يمول وسائلها، إنما أتوقف عند روح تساؤلك الاستنكاري فأقول، إن غزة يا أخي في سويداء القلب من سورية، والموصل شقيقة حلب، وأحزان ميدان التحرير في مصر تكسو وجه ياسمين الشام بحمرة الدماء، وانتخابات تركيا في المحور من “الربيع العربي”، ودماء ليبيا دماؤنا جميعا.. ولا داعي أن أكمل القائمة، ولكن ألا ترى معي أن التجزئة عبر الحدود اقتحمت علينا المحرمات في أفكارنا وعلاقاتنا وأحاسيسنا وما بين شعوبنا، فضلا عن حدود أراضينا المشتركة في بلادنا؟
نبيل شبيب