مقالة – اغتيال زهران علوش رحمه الله

كل خطوة نحو توحيد القلوب والصفوف والسواعد هي خطوة ثورية، وكل خطوة تعرقل ذلك أو تؤخره هي خطوة معادية للثورة

40

كلمات معدودات بين يدي حدث جلل، سبقته أحداث، وستليه أحداث جليلة أيضا، وسيكون آخرَ المطاف بها بإذن الله نصر عزيز لثورة شعبية ترعاها اليد الربانية، إذ لم يعد يخفى على أحد أن انتصارها يعني انتصار الإنسان على الهمجية، وانتصار الحق على الباطل، مع كل ما يعنيه ذلك في الخارطة الإقليمية والدولية ومسار حضاري يعلم الصديق والعدو أنه قد حان موعد مفصل تاريخي جديد فيه، بعد أن بلغ الإفلاس الإنساني مبلغه بمن يمسكون بزمام الواقع البشري والعالمي المعاصر، ما بين موسكو وواشنطون وكل من يرتبط بهما.

. . .

زهران علوش الشهيد رحمه الله في جنة عرضها السماوات والأرض وعدا لا ريب فيه للشهداء الصادقين من رب العباد، الحكيم في شؤونهم العليم بما في صدورهم.

وزهران علوش القائد الفذ الذي نفتقده في طريق الثورة، سبقه على طريق الشهادة قادة أفذاذ، وفي كل مرة يتوهم المجرمون أنهم حققوا "نصرا" وينشط المرجفون في نشر سموم "الإحباط والتيئيس"، وفي كل مرة تؤكد الأيام التالية أن هذه الثورة الفاضحة ليست ثورة عقيمة، بل ثورة متنامية معطاءة منذ اللحظة الأولى التي أشعل "الشعب" أوارها، ولهذا فهي تزداد قوة وعنفوانا وامتدادا عاما بعد عام ويوما بعد يوم وجريمة بحقها بعد جريمة.

. . .

زهران علوش اتخذ قبل شهادته قرار المشاركة في مؤتمر الرياض والهيئة السياسية المنبثقة عنه رغم اليقين بأن الذين يتحدثون عن "مخرج سياسي" يراوغون ويكذبون ويريدون اغتيال الثورة الشعبية وليس التخلص من إرهاب الاستبداد الذي تعمل الثورة على اقتلاعه من جذوره.. واغتيال زهران علوش بعد هذا القرار يقول بكل وضوح للهيئة السياسية ومن يصنع قرارها:

لا تكفي الإدانة الكلامية.. ولا بد من إجراءات عملية أدناها إعلان الامتناع عن أي تحرك بأي خطوة عملية، تفاوضية أو تمهيدية للتفاوض، أو حتى خطوة إدارية جانبية، قبل تنفيذ أول البنود الفاصلة ما بين مقدمات سياسة كاذبة ومقدمات سياسة سلمية، وهو وقف العدوان الروسي نهائيا، بما في ذلك ما يقع تحت ذريعة كاذبة مكشوفة: توجيه الضربات لداعش.

. . .

أما زهران علوش "قائد جيش الإسلام ومؤسسه" فينادي الآن من "موقع الشهيد" كافة القادة وكافة الفصائل وكافة الثوار الصادقين، أن كل خطوة نحو توحيد القلوب والصفوف والسواعد هي خطوة ثورية، وكل خطوة تعرقل ذلك أو تؤخره هي خطوة معادية للثورة، تساهم في المحاولات البائسة لاغتيالها، وتطيل أمدها فتحمّل من يصنعها أو يشارك فيها المسؤولية عن إراقة مزيد من الدماء ونشر مزيد من المعاناة قبل أن يتحقق النصر المحتم القادم بقدر من الله الذي لا يرد قدره.

نبيل شبيب