مفاوضات ليست مفاوضات
مفاوضات تطيل أمد حرب الإبادة ولا تستر عورة العدوان
مفاوضات تضليل أمريكي في لعبة الهيمنة الإقليمية ولعبة المهرجانات الانتخابية
لقاءات عبثية خلال حرب إبادة دموية، مع تضليل دولي يحتضنها يمارسه الشريك الأكبر فيها. لقاءات لا تنطوي على أدنى الشروط الأساسية لاعتبارها مفاوضات، بل تبلغ الصفاقة فيها تمرير اغتيال إسماعيل هنية، وهو ما يعني سياسيا اغتيال طرف يفاوض.
إن المفاوضات تأتي في العلاقات الدولية في السلم والحرب نتيجة اتصالات تسبقها، مع تثبيت أهدافها ومراحلها في جدول أعمال واضح، وتحت سقف زمني محدد، وتبدأ بتشكيل الوفود على مستوى متكافئ، وتأمين الضمانات الدولية للتنفيذ عقب تسجيل النتائج بلغة قانونية دقيقة، وتسليمها منسوخة كوثائق ملزمة للجهات الدولية الرسمية.
هذا ما شهدت معظمه مثلا المفاوضات الأمريكية الفيتنامية، بعد أن أصبحت الهزيمة ظاهرة للعيان، كما هو حالها اليوم رغم استكبار الهيمنة الأمريكية واستماتتها في العمل على منع سقوط ثكنتها أي ربيبها الصهيوني.
لا يوجد بين أيدينا شيء من معالم مفاوضات فيما يطلقون عليه هذه الكلمة وتتبعها كلمات وقف إطلاق النار أو هدنة أو صفقة، وجميع ذلك فاقد القيمة الفعلية، لا سيما وأن المفاوضات الحقيقية تجري بعد وقف إطلاق النار لبحث التفاصيل الإجرائية فحسب، بينما لا تزال العجلة جارية بما يفرضه واقع الميدان، وهو ما يسري عليه وصف حرب إبادة شعب تقتل المدنيين وتمزق شرايين حياتهم، مقابل تضحيات جمّة وصمود مذهل ومقاومة بطولية.
أين جدول الأعمال الموضوعي والزمني بدلا من تمديد فترة تنفيذ حرب الإبادة مرة بعد مرة؟
لماذا يتحدثون عن صفقة إطلاق الرهائن مقابل تحرير سجناء ولا يتحدثون عن اتفاقية لتبادل الأسرى من الجانبين؟
علام تشارك مصر مثلا باسم دولة وسيطة، وهي الأقرب لأهلنا بفلسطين، ولكن تقتصر مشاركتها على من يمثلها تحت توصيف رسمي أمني وليس تحت توصيف رسمي سياسي؟
ثم إذا كان انتهاك قانون دولي إنساني مثل إيصال الغذاء والدواء للمدنيين وقصفهم برا وجوا وبحرا، لا يجد حاليا إرادة سياسية دولية حازمة لفرض تنفيذ والمحاسبة على انتهاكه، فما هو الضمان إذا وقع انتهاك لوقف إطلاق النار الدائم والشامل الموعود، على افتراض الإقرار به، أنه سيجد محاسبة دولية صارمة لمن ينتهكه فعلا مثلما ينتهك علنا القوانين الدولية منذ شهور وشهور؟
إن ما يجري تحت عناوين لقاءات ومفاوضات لا يعدو أن يكون جولة جانبية من جولات حرب الإبادة مقابل الصمود والتضحية والمقاومة، والهدف الأمريكي من هذه الجولة هو تأمين مزيد من الزمن والسلاح للطرف المعتدي كأداة أمريكية غربية، وهو عاجز حتى الآن إلا عن قتل المدنيين وتدمير البنى التحتية والفوقية مع مقومات الحياة في بلد أقسم أهله عل مواصلة الصمود والمقاومة حتى يتحقق هدف تحرير البشر والحجر، ومعهما تحرير الإنسان والقيم.
وهذا ما نستودعه الله القوي العزيز ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب