مبادرات سورية متعددة

المطلوب من أجل مزيد من التواصل والتعاون

خواطر – جميعنا يقول بلسان الحال وردود الأفعال: كيف تدعوني لأسير معك أو خلفك.. وأنا من أنا

50

خواطر

منذ التدخل الروسي الإجرامي بعد الإيراني الإجرامي في سورية ضد ثورة شعبها، لم ينقطع طرح مبادرات انفرادية ومتعددة الأطراف من أجل سورية، ولمتابعة خطى المسيرة وفق أهداف الثورة قبل أن تتشعب الأحداث ويستشري الانحراف. وهذه ملاحظات لا تستهدف مبادرة بعينها أو أصحابها، ولا تستقصي أبعاد الموضوع المطروح، وتنطلق من ترجيح إخلاص من أطلقوا المبادرات المعنية.

الملاحظة الأولى

لا يمكن لأي مبادرة في أي قضية أن تنطلق من اللحظة الأولى جامعة مانعة، فتضم جميع الأطراف أصحاب العلاقة الموضوعية على محتوى يلبي جميع التوقعات؛ فكل مبادرة لا بد أن تبدأ بفرد أو أفراد ومجموعة توصف نسبيا بالصغيرة أو الكبيرة، فلا يصح رد الفعل المتسرع رفضا أو انتقادا، بل قد يؤدي ذلك إلى تناقض مبادرات المخلصين مع بعضها بعضا والانشغال بالخلاف قبل استيعاب المطلوب من كل منها.

الملاحظة الثانية

تصحيح المسار، أو التفاعل مع الواقع الراهن، أو تجديد الزخم الثوري، أو تمثيل الكلمة الشعبية الثورية، وما شابه ذلك، عناوين عريضة لبعض المبادرات، ويمثل كل منها مهمة ضخمة وسط ظروف معيقة وعداء شرس؛ فلا يفيد التسرع بالرفض لمجرد تباين الصياغات الأولية لأطروحات كل منها؛ فالمطلوب أبعد مدى وأشمل من جميع تلك المبادرات معا، والعمل الجادّ يتسع لها كافة، متنامية ومتجاورة ومتكاملة، فلا بد من التواصل والتلاقي والتفاهم، وأول ما يساعد على ذلك اختصار صياغة المبادرة الذاتية على عناوين كبرى دون إعطاء التفاصيل صبغة إلزامية.

الملاحظة الثالثة

نجاح أي مبادرة مخلصة رهن بطاقات أصحابها ومن ينضم إليهم من ذوي الكفاءات المخلصين، وانتشار العمل وتوسع دائرته رهن بصياغة المبادرة صياغة منفتحة على كل من يريد متابعة طريق التغيير الثوري وتجنب أخطاء أو انحرافات أو منزلقات سابقة؛ هذا ما يفيد التركيز عليه دون الخوض في جدال حول ما قد ينشر الإحباط مسبقا لاسيما إذا انطوى التفاعل على عبارات التشكيك والتخوين أو التخويف من عمل مضاد من جانب هذه الجهة أو تلك، فتكوين رؤية صائبة تقتضي التواصل والعمل المبدئي المشترك.

الملاحظة الرابعة

لا يحسن صدور رد فعل سلبي رافض نتيجة تساؤل شخصي من قبيل: علام لم تتصلوا بي شخصيا مسبقا، وأنا من أنا! أو كيف تدعوني لأسير معك أو خلفك.. وأنا من أنا!. ويتصل بذلك أن أساليب الدعوة مرتبطة باستخدام وسائل الاتصال الحديثة؛ ولكن يصعب الاتصال المسبق مع كل فرد مرشح، ويبقى الأصل هو التواصل المباشر المسبق.

ختاما

كل عمل فردي مطلوب ومفيد، وفق المعطيات الذاتية من طاقات وتخصصات وظروف.

وكل هدف كبير يتطلب تعاونا جماعيا يتكون غالبا كحصيلة لأعمال فردية.

إنما تبدلت الوسائل والأساليب لإيجاد عمل جماعي جديد، والعنصر المشترك بينها هو كلمة تشبيك، وقد أصبح علما قائما بذاته، فلا ينبغي أن نتعامل مع كثرة المبادرات وتعددها بأساليب أو قواعد مستمدة من أساليب قديمة نسبيا، فتحول المبادرات الفردية والناشئة إلى أعمال جماعية لن يأخذ المسار الذي اعتدنا عليه في العقود الماضية؛ وكلما توسعت آفاق رؤيتنا لمستقبل يختلف بمعطياته عن واقعنا وماضينا، تزداد قدرتنا على التفاعل مع المستجد علينا تفاعلا إيجابيا منفتحا بما يخدم أهدافنا المشروعة المشتركة وهي تاريخية وكبيرة، تتطلب تلاقي التصورات والجهود من وراء كل تعددية سابقة، وكل تجرية ماضية.

وأستودعكم الله جميعا مع جميع ما يظهر من مبادرات مدروسة، ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب