ماذا نريد في سورية
بعد ما سمّي ضربة عسكرية غربية
رأي – يوجد ثلّة أفراد موضع الأمل أن يأخذوا زمام المبادرة معا بدلا من استمرارهم فيما هم عليه فرادى
سؤال: ما النتائج الحقيقية لما سمّي ضربة عسكرية غربية سنة ٢٠١٨م؟
رسالة إلى رأس بقايا النظام: يمكن بقاؤك شرط عدم امتلاك سلاح كيمياوي قد يهدد مستقبلا العدو الإسرائيلي.
رسالة إلى إيران: الوجود المرفوض هو ما يمكن أن يبلغ مستوى تشكيل خط مستقبلي على المنافس الإقليمي الإسرائيلي في الهيمنة.
رسالة إلى موسكو: لا ينبغي الانفراد في الهيمنة على القرار في مستقبل سورية دون مشاركة غربية مباشرة.
رسالة إلى القوى المتبقية من الثورة الشعبية: لا يوجد دعم خارجي ولن يوجد لتحرير الشعب في سورية من الاستبداد المحلي والهيمنة الأجنبية.
* * *
سؤال: ألا يمكن الاستفادة لصالح سورية وشعبها ومستقبله من ذلك التبدل الذي لا نشارك في صناعة القرار بشأنه؟
بلى… ولكن لا يستفيد إلا من يستطيع الاستفادة، ولم نبلغ هذا المستوى بعد، لم نبلغ نحن، بمعنى جميع من يخوض في التساؤلات والإجابة من منطلق الصدق مع الشعب وثورته ومستقبله.
سؤال: أين تكمن الخطوة الأولى، أو الشرط الأول، لنتحول الآن أو تدريجيا من هذا الوضع التعيس إلى الوضع الذي يليق بقضية وطن وشعب ومستقبل يؤثر على المنطقة إقليميا ودوليا؟
لا بد من الخروج أولا من حالة العشوائية الانتحارية في السياسات والاتصالات السياسية أو ما يوصف بذلك والتحليلات والأطروحات الفكرية أو ما يوصف بذلك، وفي التوهم أن تحقيق أي أمل أو هدف مرتبط بتبعيتنا لقوى أجنبية… الخروج إلى حالة المراجعة الذاتية الصامتة المقترنة باستكشاف القواسم المشتركة وإعطائها الأولوية على ما عداها، دون أن ننفصم بطرحها نظريا عما يدور على أرض الواقع حاليا.
سؤال: من المؤهل للمبادرة الأولى لتحقيق ذلك؟
ليس من المؤهلين صاحب هذا القلم وأمثاله، لا سيما وأن أصواتهم وأقلامهم شبه محجوبة عن الكثرة الكاثرة من المخلصين… وليس من المؤهلين أيضا أولئك الذين كشف مسار الأحداث وهمَ الظنون بأنهم هم دون سواهم القادة والرواد في طليعة المسار في تجمعات معترف دوليا بها اعترافا مشروطا بقيود، سواء اعتبروا أنفسهم في قمة العمل السياسي أو في زاوية من زواياه. إن المؤهلين للمبادرة الأولى على طريق طويل وصعب هم ثلّة قليلة من أصحاب الأسماء المعروفة، وعدد كبير إنما لا يمكن تقديره تماما ممن لم يبلغوا ذلك المقام في ظلّ عواصف سابقة، اكتسحت بعنفوانها وضجيجها مفعول من يمارس العمل الهادئ الواعد المخلص وأبرزت العمل الصاخب قبل انكشاف خوائه لاحقا.
سؤال: ما هو المطلوب أو ما هو الممكن المطلوب في مثل تلك المبادرة الأولى؟
أن يتوافق بعض تلك الأسماء المعروفة وبعض من يمكن أن ينضم إليهم على صيغة ما يمكن أن نقوله جميعا ومعا، ويشمل:
الإعلان القاطع أننا ننطلق معا من واقعنا في عالمنا وعصرنا، أننا سوريون دون شروط تعجيزية لبعضنا بعضا، أي دون مطالبة إغفال استمرار وجود انتماءاتنا وتطلعاتنا المتعددة لصياغة مستقبلنا…
ثم التزام ذلك منطلقا لأي تواصل على أي مستوى وبأي شكل مع أي جهة أجنبية.
سؤال: ما اقتراحك وأنت فرد مواطن واحد تطرح مثل هذا الطرح الكبير؟
(١) نريد تحقيق هدف بعيد هو قيام دولة دستورية حرة مستقلة متقدمة، تنبثق جميع أنظمتها وأجهزتها وسياساتها الداخلية وعلاقاتها الإقليمية والدولية عن إرادة السوريين.
(٢) أي مشاركة في مفاوضات أو مشاورات أو تصريحات مشروطة بعدم المشاركة في توقيعات توهم بمنح المشروعية الشعبية لاستبقاء الاستبداد والفساد والهيمنة الأجنبية أو لتقسيم الوطن أو اضطهاد أي فئة من الشعب. والمشروعية الشعبية هي الوحيدة بموجب المواثيق الدولية.
سؤال: إلى من نتكلم لتنتقل هذه المبادرة أو ما يشابهها من “التنظير” إلى مستوى “التفكير” وربما “التطبيق”؟
لا يمكن مبدئيا تحديد أعيان المقصودين بالأسماء وهم كثرة كاثرة، فهم كل إنسان سوري مخلص لوطنه وشعبه ومستقبل أولاده وأحفاده.
أما من يتطلع إلى المؤهلين لمواقع ريادية وقيادية وتوجيهية عامة، فهم الثلّة القليلة ممّن أوصل مسار أحداث السنوات الماضية إلى أن يعرفوا أنفسهم ويعرفوا بعضهم بعضا، ولا تزال أسماؤهم فوق الشبهات عموما، وهؤلاء من أطالبهم من موقعي المحدود هذا بالتحرك تواصلا مع بعضهم، للأخذ بزمام المبادرة معا بدلا من استمرارهم فيما هم عليه فرادى فهذا ما لا يليق في ظروف المحنة بمن هم في مكانتهم، ومن هم حتى الآن موضع الأمل عند أهلهم في بلدهم وخارج بلدهم.
موضوع ذو صلة: رسالة إلى الشخصيات القيادية التاريخية في سورية
وأستودع الله أهلنا في سورية وأخواتها ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب