قطوف – إضاءات سياسية – هيثم المالح
الوطن ملك الجميع
والجميع مطالب بالعمل في المرحلة التاريخية الحالية
شيخ الحقوقيين في سورية، هيثم المالح حفظه الله، من مواليد دمشق عام ١٩٣١م، درس الحقوق فيها، وزاول أعمالا متعددة، منها الصحافة، قبل أن يأخذ موقعه في عوالم القضاء والنيابة العامة والمحاماة.
كتابه (إضاءات سياسية) الصادر في إسطنبول عام ٢٠٢١م، يتضمن في زهاء خمسمائة صفحة، وقفات عميقة المغزى مع محطات نضاله، وما كان له مع السلطات المتعاقبة من مواجهات، أدى به بعضها إلى السجن مرتين، حتى إذا نشِبت الثورة أعلن تأييدها، في بيان من داخل السجن. وبعد أن غادر السجن ثم سورية لم ينقطع عن العمل الثوري، الحقوقي والسياسي.
من فصل بعنوان المشهد السياسي السوري، في كتاب إضاءات سياسية، أقتطف لكم أيها الكرام بعض السطور مما نشره هيثم المالح:
ويتابع هيثم المالح تحت عنوان جانبي (مقترحات على الطريق)
بعد أن استطاع النظام تفكيك البنية المجتمعية، فإن من المهم جدا في هذه المرحلة أن نعيد لحمة المجتمع، ونمارس في الوقت الحاضر التشبيك المجتمعي، وكلُ مواطن مسؤول هنا أن يدعو رفاقه وجيرانه ومن يلوذ به لترسيخ مفهوم التشبيك، على اعتبار أنه مرحلة أولى من أجل بداية إعادة المجتمع لممارسة حقوقه.
ومن جهة أخرى فإن من الهامّ جدا أن يستوعب المواطن حقوقه، وأن يدافع عنها ضمن إطار الدفاع المشروع الملتزم بنصوص القوانين النافذة والحقوق الطبيعية والاتفاقات الدولية. وإن في إهمال المواطنين لهاتين النقطتين إضعافَ المجتمع بحيث يكون التغيير ليس قريبا.
إن من الأهمية بمكان أن يدرك الناس، كل الناس، أن الوطن ملك للجميع وأن المرحلة التي نمر بها هي مرحلة تاريخية بالغة الأهمية، لا بد فيها من تعاون بين الكل حتى يشكل كل طرف رافعة ترفع المجتمع من جهته، وحتى نستطيع تجاوز الأخطار المحدقة بمنطقتنا كلها، وإلا فإن ساعة الخلاص جدّ بعيدة.
وحتى إطلالة مقبلة مع سلسلة قطوف في محطة إضاءات، أستودعكم الله، ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب.