ع ع – خواطر ومشاعر ٢

تابع طريقك – أختار ما تختار – من مشاعر شيخ – ربي لك الحمد – أين رفاق الدرب؟! – يا عالم الغيب وشاهد الضعف – أشواق روحي

ع ع – أبيات ومقطعات نشرت في أكثر من عدد من مجلة الرائد

12

تابعْ طريقـَكَ

تابعْ طريقـَكَ يا أُخَيَّ مُثابِـراً

مهْما تَكُنْ في دَربِكَ الْعقَبَاتُ

تابعْ طريقَكَ يا أُخَيَّ وَلا تَهِـنْ

فالنصرُ عَزْمٌ صَارِمٌ وَثَبَـاتُ

تابعْ طريقَكَ يا أُخَيَّ وَلا تَهَبْ

فالْمَوْتُ في دَرْبِ الْجِهَادِ حَيَاةُ
تابعْ طريقَكَ فالنُّكُوصُ مَذَلَّةٌ

والذُّلُّ مِنْ أجْلِ الْبَقَاءِ مَمَاتُ

ــــــــــــــــــــ

أختـار ما تختـار

يَا رَبِّ إِنّي فِي سَبِيلِكَ مُبْحِـرٌ

وَوَهَى الشِّراعُ وَدَمْدَمَ الإِعْصَـارُ

والجِسمُ كَلَّ عن الْحِراكِ وخَانَنِي

والْبَحْـرُ حَـولي مَارِدٌ جَبَّـارُ

عَزََّ الْمُعينُ فلاَ مُعِينَ سِـواكَ لي

فَالْطُفْ بِما تَجْري بِـهِ الأَقْـدَارُ

إِمَّا كَتَبْتَ لِيَ الْحَيَـاةَ أَوِ الرَّدَى

فَأَنَا الَّذي أخْتَـارُ مَا تَخْتَـارُ

١- وَهَى الشراع : تخرّق وانْشَقّ وهمّ بالسقوط

٢- دمدم : غضب ، ودمدمَ القومَ وعليهم : طحنهم فأهلكهم

ــــــــــــــــــــــــ

من مشاعر شيخ

وما الحياةُ سِوَى حُلْمٍ أَلَمَّ بِنا
قدْ مَرَّ كالحُلْمِ ساعاتي وَأَيّامِي

هلْ عِشْتُ حَقّاً؟! يَكادُ الشكُّ يَغْلِبُني
أَمْ كانَ ما عِشْتُهُ أَضْغَاثَ أَحْلامِ؟!

في مِثْلِ غَمْضَةِ عَيْنٍ وَانْتِبَاهَتِهَا
قدْ أَصْبَحَ الطِّفْلُ شَيْخاً أَبْيَضَ الْهَامِ!!

يُقَارِبُ الضَّعْفُ خَطْوي إنْ قدَرْتُ عَلَى
خَطْوٍ، وَيُقْعِدُني أَثْقَالُ أَعْوامِي

وَخَانَ عَهْدِي بَياني إذْ دَعَوْتُ بِهِ

وَخَانَ عَهْدِيَ أَوْرَاقي وَأَقْلامِي
وَخَانَني بَصَرِي والسَّمْعُ –وَيْحَهُمَا-

والْجِسْمُ نَاءَ بِأَسْقَامِي وَآلامِي
لَوْلا الْيَقينُ بِرَبّي -لا شَــريكَ لَهُ–

لَما رَأَيْـتُ حَيَـاتـي غيْـرَ أَوْهَـامِ

ـــــــــــــــــــــ

رَبّي لك الحمد

حَنَيْنَ ظَهْري اللَّيَالِي في تَتَابُعِهَا

وَمَا انْحَنَى لأَعاصيرٍ وَأَنْوَاءِ

أَعيشُ حُرّاً فَلا الطَّاغُوتُ ذَلَّلَني

ولا ذَلَلْتُ لأَطْمَاعٍ وَأَهْوَاءِ

رَبّي لَكَ الْحَمْدُ كَمْ أَسْبَغْتَ مِنْ نِعَمٍ

جَلَّتْ عَطَايَاكَ عَنْ عَـدٍّ وَإِحْـصَـاءِ

١- إذا لم ترض هذا التعبير: «حنين ظهري الليالي» فاقرأْ: «ظهري حنته الليالي» 

٢- ذَلّلَتني: أخضعتْني، ولا ذللت: ما خضعتُ وما انقدت.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

أَيْنَ رِفَاقُ الدَّرْب؟!

مَا زِلْتُ أَمْضِي عَلَى دَرْبي بِلا وَهَنٍ

فَأَيْنَ أَيْنَ رِفَاقُ الدَّرْبِ قَدْ ذَهَبُوا

أَمَا رَأَوْا مِنْ وَرَاءِ الأُفْقِ ما طَلَبُوا
أَمْ أَنَّهُمْ من طَوِيلِ السَّيْرِ قَدْ تَعِبُوا
أَمْ أَنَّ دُنْيَاهُمُ اجْتالَتْ قُلُوبَهُمُ

فَأَصْبَحُوا عَنْ سَبيلِ  اللهِ  قَدْ رَغِبُوا
وَمَا بَوَارِقُ دُنياهُـمْ وَإِنْ خَدَعَـتْ

بخُلَّبِ الْوَعْــدِ إلاَّ الزُّورُ والْكَذِبُ

١- اجتالت قلوبهم: حوّلتْها عن قصدها. واجتال الشيطانُ فلاناً: استخفّه فجال معه في الضلالة.

٢- الخُلّب: السحابُ يومض برقُه حتى يُرْجى مطره، ثمّ يُخْلِفُ ويتقشَّع، ويشبّه به من يعِد ولا يُنْجز.

ــــــــــــــــــــــــــ

ياعالم الغيب وشاهد الضعف

يَا عَالِمَ الْغَيْبِ مِنْ سِرِّي وَمِنْ عَلَني

وشَاهِدَ الضَّعْفِ في نَفْسي وَفي بَدَنِي
لَوْلا سَنَاؤُكَ مَا أَبْصَرْتُ مِنْ أَمَلٍ
لَوْلا رَجَاؤُكَ لَمْ أَصْبِرْ عَلَى الْمِحَنِ

قَدْ طَالَ عُمْري وَمَا أَنْجَحْتُ في عَمَلِي
وَمَا سَلِمْتُ مِنَ الأخْطَاءِ والْفِتَنِ

فَإِنْ أَخَذْتَ فَعَدْلٌ مَا أَخَذْتَ بهِ
وَإِنْ غَفَرْتَ فَأَهْلُ الْفَضْلِ والْمِنَنِ

وَإنْ تَقَـبَّلْتـنـي وَالْحُـــبُّ قَرّبَنـي

فَجَنّةُ الْخُلْدِ دُونَ  الْقُرْبِ في الثَّمَـنِ

١- ما أنجحت في عملي: ما بلغت فيه ما أُريده من النجاح.

٢- أخَذَه بذنبه: عاقبه عليه.

ـــــــــــــــــــــــــ

أَشْواقُ رُوحِيَ

أَشْواقُ رُوحِيَ لا أَرْضٌ تُحَدِّدُهَا

وَلا سَمَاءٌ وَلا شَمْسٌ وَلا قَمَرُ

أَشْواقُ رُوحِيَ تَطْوِي الدَّهْرَ سَابِحَةً

فَلا يُحَدِّدُهَا عَصْرٌ وَلا عُصُرُ

أَشْــواقُ رُوحِيَ وَجْـهُ اللهِ  وِجْهَتُهَا

يَقُودُهَا الْحُبُّ إنْ لَمْ يُسْعِفِ النَّظَرُ

عصام العطار