ع ع – خواطر ومشاعر (١)

المسلم الحق – المسلمون المنتظَرون – الصبر - المؤمن لا يرضى الهوان – أشواق الروح

أبيات – نشرت في مجلة الرائد العدد 245 تموز / يوليو 2003م

12

المسلم الحق

إنْ أظلمَ اللّيلُ كانَ النّجْمَ مُؤْتَلِقاً

أوْ خيّمَ اليأسُ كانَ الرَّوْحَ والأَمَلا

أَوْ أخْلَفَ العَزْمُ لم تُخْلِفْ عَزَائِمُهُ

أوْ كَلَّ ذو الْجِدِّ كانَ الْجِدَّ والْعَمَلاَ

أَوْ أَرْهَبَ الْمَوْتُ لَمْ يَرْهَبْ نَوَازِلَهُ

وَتَابَعَ الدّرْبَ لا يَثْنيهِ مَا نَزَلاَ

وَإِنْ تَزَيَّنَتِ الدُّنْيَا لِفِتْنَتِهِ

خَابَتْ، فَمَا آثَرَ الدُّنْيا وَلاَ شُغِلاَ

إيمانُهُ حِصْنُهُ، والْوَحْيُ مُرْشِدُهُ

وَاللَّهُ غايَتُهُ إنْ قالَ أَوْ فَعَلا

وَقَلْبُهُ رَحْمَةٌ لِلْخَلْقِ شامِلَةٌ

وَنَبْعُ حُبٍّ وَإِخْلاَصٍ لِمَنْ نَهَلاَ

وَمِشْعَلُ الْحَقِّ إنْ غَابَتْ مَشَاعِلُهُ

وَمَوْئِلُ الْعَدْلِ في الدُّنْيَا إذا خُذِلا

والْعِلْمُ والْفِكْرُ رُكْنٌ من عَقيدَتِهِ

قدْ ضَلَّ عن مَنْهَجِ الإسْلاَمِ مَنْ جَهِلاَ

وَكَيْفَ يَحْمِلُ دِينَ اللَّهِ عَنْ ثِقَةٍ

مَنْ فَاتَهُ دِينُهُ عِلْماً وَمَا عَقَلاَ

لاَ تَتْرُكُوا الدينَ لِلْجُهَّالِ تُفْسِدُهُ

فَالْجَهْلُ يُفْسِدُ مِنْهُ كُلَّ مَا جَمُلاَ

ــــــــــــــــــــ

أخلف العزم، معناها هنا: لم يبلغ غايته، ونَكَصَ عنها.

 

المسلمون المنتظَرون

قَوْمٌ يُطِلُّونَ وَالدُّنْيَا بِهَا ظَمَأٌ

والدَّرْبُ مُلْتَبِسٌ والليلُ مُعْتَكِرُ

أَقْوَالُهُمْ شُعَلٌ، أَفْعالُهُمْ غُرَرٌ

أَخْلاَقُهُمْ مَثَلٌ، أَخْبَارُهُمْ سَمَرُ

بِهِمْ يُقَوَّمُ مَا في الأَرْضِ مِنْ عِوَجٍ

وَالْحَقُّ والْعَدْلُ وَالإْحسانُ يَنْتَصِرُ

ويَهْتَدِي كُلُّ مَنْ ضَلَّ السَّبيلَ بِهِمْ

واللّيْلُ والْخَوْفُ بَعْدَ الْمَدِّ يَنْحَسِرُ

وَتَرْتَوي الأَرْضُ كُلُّ الأَرْضِ مِنْ ظَمَأٍ

وَيَسْعَدُ الْخَلْقُ والأَحْياءُ والْبَشَرُ

ــــــــــــــــــــ

 

الصبر

الصَّبْرُ صَبْرٌ عَنِ الدُّنْيَا وَزِينَتِها

وَالصَّبْرُ صَبْرٌ عَلَى الأَرْزَاءِ والْمِحَنِ

والصّـبْرُ صَبْرٌ عَلَى طُولِ الطَّرِيقِ إِذَا

عَزَّ الرّفِيقُ وَمَاجَ الدَّرْبُ بالْفِتَنِ

والصّبْرُ صَبْرٌ عَلَى الْعَلْيَا ومَطْلَبِهَا

وَعَزْمةٌ كَمَضَاءِ السَّيْفِ لَمْ تَهِنِ

والصّـبْرُ صَخْرٌ عَجِيبٌ لا فَنَاء لَهُ

تَفْنَى الْخُطُوبُ وصَلْدُ الصّبْرِ لَمْ يَلِنِ

والصّـبْرُ بُشْرى من الّرحمنِ صادِقَةٌ

وَرَحْمَةٌ في رِحَابِ اللَّهِ ذِي الْمِنَنِ

يا رَبِّ إنّي لِعَـوْنٍ مِنْـكَ مُفْتقِرٌ

لَوْلاَكَ لَوْلاَكَ لَمْ أصْبِرْ وَلَمْ أُعَنِ

ـــــــــــــــــــــ

عَزَّ الشّيْءُ: قَلَّ فلا يكَادُ يوجَد.

لم تهن: لم تضعف ولم تتخاذل.

الصّلْدُ: الصّخْرَة العريضة الملساء، والصلد أيضاً: الصُّلْبُ الأملس الشديد.

الْمِنَن: جمع مِنّة، وهي الإحسان والإنعام، والمنّانُ اسم من أسمائه تعالى، وهو المعطي الغامِرُ العطاء.

ـــــــــــــــــــــ

 

المؤمن لا يرضى الهوان

عَجِبْتُ مِنْ مُؤْمِنٍ يَرْضَى الْهَوَانَ وَمَا

يَرْضَاهُ إلاَّ الأُلَى باللَّهِ قَدْ كَفَروا

تَرَاهُ يَحْتَجُّ بالأقْدارِ مُعْتَذِراً

والْمُؤمِنُ الْحَقُّ لَوْ يَدْرِي هُوَ الْقدَرُ

ـــــــــــــــــــــ

 

أشواق الروح

أَشْوَاقُ رُوحِيَ لا أَرْضٌ تُحَدِّدُهَا

وَلا سَمَاءٌ وَلا شَمْسٌ وَلا قَمَرُ

أَشْوَاقُ رُوحِيَ تَطْوِي الدَّهْرَ سَابِحَةً

فَلا يُحَدِّدُهَا عَصْرٌ وَلا عُصُرُ

أَشْواقُ رُوحِيَ وَجْهُ اللَّهِ وِجْهَتُها

يُقُودُهَا الْحُبُّ إنْ لَمْ يُسْعِدِ النّظَرُ

عصام العطار