رأي – تصنيف الفصائل قضية الثورة فقط

الثورة في سورية صنعها شعب سورية، وهو من يملك صلاحية تصنيف فصائلها.. وساستها.. وأعدائها.. وما أكثرهم، وأصدقائها.. وما أقلّهم

36

هذا معتدل.. وذاك إرهابي.. هذا مقبول.. وذاك مرفوض..

ليس ما يجري من جانب القوى الأجنبية مجرد تصنيف، بل هو من وسائل الخداع السياسية لتحقيق مآرب خارجية.

الثورة في سورية صنعها شعب سورية، وهو من يملك صلاحية تصنيف فصائلها.. وساستها.. وأعدائها.. وما أكثرهم، وأصدقائها.. وما أقلّهم، فيتعامل مع من يشاء كما يشاء.. ومعياره في التصنيف واحد: كيف يتعامل هذا الفريق أو ذاك مع الشعب وثورته وأهدافه وتطلعاته المستقبلية.

أما أن ينطلق طرف خارجي من تصوراته وسياساته وتحالفاته ليمارس عملية التصنيف بغض النظر عن مصلحة الثورة وشعبها، فهذا شكل من أشكال “العدوان الخارجي” على مسار الثورة.

ليس لهذا أصل من منطق أو قانون أو “تشابك علاقات سياسية”، إنما هو ضرب من “الوصاية” على شعب لا يحتاج إلى وصاية، بل كانت ثورته كلها ثورة على “وصاية استبدادية محلية مرتبطة بهيمنة خارجية”.

التصنيف.. شأن الثورة وشعبها، ولدى الشعب ما يكفي من الوعي ليميز بين الثوار المخلصين الصادقين وبين من اقتحموا ساحة الثورة وأساؤوا إليها تطرفا أو إرهابا أو تبعية لقوة خارجية، إقليمية أو دولية، ولديه من الوعي ما يكفي أيضا ليقدر أن هؤلاء أصبحوا ذريعة لحصار الثورة وضربها.

وإن التصنيف من خارج الثورة وشعبها يساهم في تعزيز مواقع المتطرفين والمتنطعين والإرهابيين، بل يمثل خطرا كبيرا على مسار الثورة، عندما يدفع بعض أهلنا من شبابنا الثائر دفعا إلى “ردود فعل” من قبيل:

ما دمتم تعملون لتصفية الثورة عبر التصنيف، فإن العمل مع الفريق الذي تصنفونه عدوا، أقل ضررا على مسار الثورة من معاداته للعمل معكم.

نبيل شبيب