دراسة – مدخل لتقارب الرؤى حول الإعلام والإعلام الإسلامي
الإعلام الإسلامي هو الإعلام بمعايير المهنة الحرفية، والإسلامي بقدر التزامه بمعايير المقاصد الإسلامية
ــــــــــ
للتحميل: دراسة – مدخل لتقارب الرؤى حول الإعلام والإعلام الإسلامي بقلم نبيل شبيب
نشرت في مجلة مقاربات وفي مداد القلم مطلع ٢٠١٩م
* * *
محتوى الدراسة
تمهيد
١- مفهوم الإعلام يلهث وراء مساراته
٢- التعدّي على أسس مفهوم الإعلام
٣- تبسيط التعريف وسيلة اضطرارية في الدراسات
٤- معايير مطلوبة لتوصيف الإعلام بالإسلامي
٥- من واقع توصيف الإعلام بالإسلامي
٦- كلمات من وحي المقاصد والمصالح
٧- مؤشرات لآلية التقارب على مفهوم إعلام إسلامي
خاتمة في سطور
هوامش
ملخص الدراسة
الواقع أن الإعلام بحد ذاته لا يجد مفهوما اصطلاحيا متوافقا عليه، فمسار تطورات جميع ما يتعلق بالإعلام أصبح واسع النطاق وشديد التعقيد، ويعبر محطات متتالية ومتداخلة بسرعة متصاعدة، فضلا عن تطوّر شبكات التواصل وأدواتها، نوعيا وكمّا، وانتشارها جغرافيا وفضائيا، بسرعة مذهلة.. كما ينتشر مفعول تلك التطورات السريعة المتداخلة في ميادين أخرى مجاورة لميدان الإعلام، كسوق الإعلانات التجارية، فلم يعد يوجد ميدان إعلامي مستقل قائم على جوهر خصائصه في صناعة الرأي العام أو التعبير عنه.
الهدف أكبر من مجرد الاكتفاء بتعريف مبسط مثل “الإعلام هو استخدام وسائل التعبير والتواصل، لنشر المعلومة والرأي”.. فهذا واقعيا خيار اضطراري لتسهيل متابعة الدراسة فحسب، والأفضل سلوك طريق وسط للتعريف بالمفهوم، أي ما بين الاختزال والاستفاضة، ليس من أجل مفهوم مصطلح محكم، بل لتحقيق تقارب في الرؤى دون درجة التوافق الاصطلاحي منهجيا، إنما يخدم التقارب الاسترشاد به في برامج التأهيل والإعداد للممارسات الإعلامية، وربما التخطيط لمشاريع إعلامية أو تطوير ما يوجد من وسائل وعطاءات إعلامية.
والواقع أن الإعلام الإسلامي ليس مصطلحا محكما، بل توصيف لقطاع من الإعلام، إنما يفترض ضبط عملية التوصيف بأن يعتمد على معيار مركب من (١) المعتقد انتماء مشتركا و(٢) التصور اجتهادا بشريا و(٣) المنهج صيغة تطبيقية.
هذا مع استبعاد ما انتشر من ربط التوصيف (١) بالعامل الجغرافي، أو (٢) باجتهادات تعود بتأصيل الإعلام الإسلامي إلى الشعر وما شابهه من العهد النبوي.. كما ينبغي استبعاد (٣) اعتبار الإعلام إسلاميا لمجرد استخدام مفردات إسلامية في المضمون، أو(٤) مجرد إطلاق تسميات إسلامية على وسيلة أو مادة إعلامية. ثم مع توسع هائل في نطاق انتشار أي إنتاج إعلامي وبالتالي قابلية الاطلاع عليه من جانب فئات مستهدفة به وغير مستهدفة، ينبغي (٥) زيادة الحرص على مراعاة مفهوم الإعلام الإسلامي لموقع العلاقات بالآخر منه، وفق معطيات الإسلام نفسه وبالمنظور الحقوقي والقيمي والقانوني والأدبي المعنوي.
نحتاج إلى معايير تيسّر توصيف الإعلام بالإسلامي مع مراعاة ضوابط مفهوم كل شطر من شطري هذا التعبير، بحيث يتحقق التمييز بين ماهية الإعلام المتطور دوما عبر جهود بشرية تصيب وتخطئ.. وبين عملية توصيف بالإسلام والإسلام قائم على أمرين: ثوابت من الوحي، واجتهادات فكر بشري يصيب ويخطئ.
وتوصيف الإعلام بالإسلامي ممكن بقدر ما يستند إلى الكليات دون الانزلاق إلى متاهات اجتهادات تفترق وتتناقض عند التفاصيل، وبقدر ما يستقر في تبنيه (١) أن القيود تتقرر في نطاق شرعنة الحقوق الإنسانية وحريات الفكر والرأي والتعبير وضوابطها، و(٢) أن تطوير الوسائل الإعلامية ميدان تقني تخصصي، و(٣) أن قضايا العداء والافتراء وما شابه ذلك شؤون حقوقية وقضائية ليست اعتباطية بل ترتبط بوجود دولة معتبرة.
وفي ختام الدراسة مقترحات أولية لتحسين أداء ما يوجد حاليا من عطاءات إعلامية توصف بالإسلامية، عبر تعزيز الالتزام بمواصفات إعلامية مهنية، والالتزام بقيم معروفة أخرى تُستخرج من قواعد أصولية تشريعية، مثل: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ومن المقاصد الإسلامية الكبرى، مثل: لا ضرر ولا ضرار.
ومقترحات أخرى تنطلق من ضرورة العمل لإنشاء آلية تنفيذية لتحقيق تقارب الرؤى في صياغة معايير توصيف الإعلام بالإسلامي، من خلال ثلاث خطوات:
الخطوة الأولى: اعتماد متخصصين إعلاميين لصياغة محددات منهجية للتمييز بين إعلام وإعلام حسب معيار اختلاف المنطلق من معتقد، رؤية، تصور، منهج، وما يشابهها.
الخطوة الثانية: الترويج لنتائج الخطوة الأولى، بتعميم الدعوة للانطلاق من تلك المحددات.
الخطوة الثالثة: اتخاذ تلك المحددات مستندا لعلماء متخصصين بمقاصد الشريعة وقواعدها الأصولية، لاستنباط معايير مشتركة للتوصيف بصياغة منضبطة ثم الترويج لها لتكون مرجعا في توصيف مادة إعلامية أو وسيلة إعلامية أو إنجازات إعلامية بأنها إعلام إسلامي.
نبيل شبيب
للتحميل: دراسة – مدخل لتقارب الرؤى حول الإعلام والإعلام الإسلامي بقلم نبيل شبيب