دراسة – الثورات العربية والمواقف الأوروبية

يحتاج تعامل الثورات العربية مع القوى الخارجية إلى تفاعل مباشر بين التطورات الميدانية والطرح الفكري والسياسي

42

 

ملف النص الكامل للدراسة مرفق بصيغة (pdf)

أولا: مقدمة

ثانيا: المواقف الأوروبية الأولية وتطوّرها زمنيا

ثالثا: تطور المواقف الأوروبية مضمونا

رابعا: تحليل الموقف الأوروبي

خامسا: نظرة استشرافية

سادسا: هوامش

 

ملخص

يكمن جوهر حدث الثورات العربية في أنه حدث تغيير تاريخي مستقبلي، وقع رغم القوى الغربية المهيمنة في المنطقة العربية وعالميا، وهذا ما انعكس في مفعول عنصر المفاجأة أثناء الثورتين في تونس ومصر، مما أدّى إلى تفسيرهما بصيغ بدائية تعتمد على خلل سابق في النظر إلى شعوب المنطقة، ومن ذلك:

– الشباب التونسي مثقف بثقافات غربية أكثر من سواه ولهذا انطلقت ثورته مطالبا بالديمقراطية.

– هذه الثورة هي ثورة "الفيس بوك" الأولى، فلولا التقنيات الغربية ما كان لها أن تندلع.

– التقدم الاقتصادي لم يصل بآثاره إلى قطاعات واسعة من شعب تونس فالثورة دوافعها مادية.

ثم بدأت مع بلوغ الثورة في مصر هدفها الأول، محاولة صياغة وسائل جديدة للتعامل مع المنطقة دون التخلّي عن الأهداف الثابتة، وتدور محاور هذه الوسائل على محاولة احتواء ما يسمّى "الإسلام السياسي" بدلا من معاداته، السعي للتأثير على رؤية جيل الشبيبة صانع الثورات، وعرقلة مسار انتشار الثورات وفق الإرادة الشعبية المحضة، عسكريا كما في ليبيا وسياسيا كما في اليمن.. (وهذا ما تبدل لاحقا كما هو معروف).

وظهر استهداف "شباب الثورة" بحملة جديدة، للعيان انطلاقا من واشنطون وصولا لمجموعة الثمانية بمشاركة أوروبية، كما ظهرت مشاريع الدعم المالي لصالح الفئات والقوى الأقرب إلى الفكر الغربي، على أمل أن تكون لها كلمة الفصل في صناعة المستقبل السياسي بعد الثورات، علاوة على تعزيز المشاريع الاستثمارية والاقتصادية على المستوى الثنائي، مقابل ظهور معالم أولى لقابلية مزيد من التقارب بين الدول العربية بعد الثورات الجارية.

ولا يزال من الأسئلة التي لا تجد جوابا حتى الآن، وبالتالي لا يوجد تغيير للسياسات السابقة على صعيدها، ما يدور محوره حول أمرين:

– النتائج المتوقعة من الربيع العربي بصدد مستقبل المشروع الصهيوني/ الغربي في المنطقة.

– ما تمثله الثورات من تحدّ حضاري للغرب عموما، بما فيه المنطقة الأوروبية.

والأرجح أن تعامل الثورات العربية مع القوى الخارجية، بما في ذلك الأوروبية/ الغربية، لن يكون نتيجة طرح فكري نظري، بل نتيجة تفاعل مباشر بين التطورات الميدانية التي تصنعها الثورات، وبين التطورات الضرورية التي تحتاج إليها "صناعة الفكر وصناعة التصورات" عبر الوسائل التقليدية المتوافرة وعبر نشأة الوسائل الجديدة المنبثقة عن الثورات نفسها.

. . .

ينبغي التنويه في البداية أن منطلق كاتب هذه السطور هو الاعتقاد الجازم بأن رؤية حدث الثورات العربية أو ما بدأت تسميته بالربيع العربي، لا تنعزل عن الإطار الأشمل، بعنوانه الإسلامي، جغرافيا وسياسيا في العالم المعاصر، عالم التكتلات العملاقة والقوى الكبرى (دول وشركات ومراكز قوى)، وحضاريا شاملا للدائرة الحضارية الإسلامية المتميزة، بجميع مكوناتها من مسلمين وغير مسلمين. إنّما يستدعي الحديث عن الثورات العربية وأثرها على العلاقات الأوروبية-العربية التركيز على البعد العربي، وموقع الثورات القطرية على الخارطة العربية مقابل الخارطة الأوروبية.

نبيل شبيب

ملف النص الكامل للدراسة مرفق بصيغة (pdf)