اقرأ صغيرا تنهض كبيرا

من يحتضن أطفالنا؟

خواطر – حسن توظيف الأجهزة الإلكترونية الحديثة ووسائل التواصل المبتكرة ضروي كيلا تتيه الطفولة البريئة بينها

114
أطفال يقرؤون

خواطر

حكاية من عالم الواقع عن طفلة اسمها (هـ) على اسم جدتها، كان عمرها ثلاثة أعوام، تحب زيارة جدتها إلى درجة تلفت النظر، وكان أكثر ما تستمتع به أن تضطجع إلى جانبها في الفراش قبل النوم، فمنذ بدأت تثغو اشترت جدتها عددا من الكتب المصورة لصغار الأطفال، وكلما زارتها حفيدتها لأيام معدودات جلست معها بين الحين والحين – وعلى جميع الأحوال قبل النوم – لتقلب معها صفحات الكتيبات الصغيرة، وتعرض عليها الصور، وتحكي لها عن كل صورة حكايتها بأسلوب مبسط، وتعلمها أسماء ما تراه مصورا من حيوانات وزهور وسواها، وكم كان يفاجئها ويسعدها أن حفيدتها أصبحت تأتي بنفسها بأحد الكتيبات، وتقول إنها تريد أن تقرأ في هذا الكتاب الآن، وهي تذكر بعض ما فيه مما انطبع في ذاكرتها الصغيرة، رغم أن كلماتها كانت متلعثمة مبعثرة على قدر سنها، فلا يكاد يفهمها سوى الأقربين لها.

ذات يوم أرادت الجدة شراء مزيد من الكتيبات، ولم تجد في المتجر شيئا مناسبا، ولكن استحيت من كثرة ما قلّبت ما عرض صاحبه عليها، فاقتنت كتيبا سُجل عليه أنه للصغار ما بين 5 و6 سنوات، وفي الزيارة التالية لاحظت (هـ) الصغيرة وجود الكتيب الجديد، فطلبت من جدتها أن تقرأ فيه، وفوجئت الجدة في الزيارات التالية كيف أصبحت الصغيرة تفهم ما في ذلك الكتيب وتردده، بما في ذلك بعض مسائل الجمع والطرح للأطفال الأكبر سنا.

أطفال وجوالات
الدواء بحسن توظيف الأدوات

هل يمكن الحرص على ذلك السلوك مع صغارنا بعد أن أصبحت الأجهزة الإلكترونية الحديثة تختطفهم من أحضاننا، بل وتختطفنا أيضا من أحضانهم، بدلا من حسن توظيفها لا سيما وسائل التواصل المبتكرة؟

وأستودعكم الله ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب