خاطرة – الإرهاب أصناف ودرجات
كل ربط بين الإرهاب وثورات التحرر من الاستبداد المحلي والهيمنة الاستبدادية الدولية لا أصل له جملة وتفصيلا
الميليشيات الإرهابية ثم "القوات" من دول معادية، انتهكت سيادة شعب سورية وأرضه، ولا شرعية لمن استدعاها، ولا مشروعية لعمله، بأي معيار، وهي جزء من العدوان الواجب محاربته واستئصاله.. ولا تمييز بينها وبين كل من يتحرك بإمرة رأس بقايا النظام على افتراض أنه يملك شيئا من أمره.
أما الميليشيات التي تكونت ذاتيا أو صنعتها أطراف معادية، ونسبت نفسها للثورة وطعنت الثوار في ظهورهم، وفوق ذلك كله زوّرت لنفسها صلاحية "فرض تصور مسبق" بالقوة على مستقبل سورية وشعبها، فهذه يجمع إرهاب "بعضها" بين ما خلط من أعمال إيجابية كالدعم الميداني للثورة عندما تدعم، والتعاون مع الثوار في بعض المواقع والمراحل والعمليات، ومن أعمال باطلة مرفوضة، ابتداء بعمليات قتل واغتيال وتحكم بمصائر البشر وحقوقهم والمعيشية، انتهاء بمشاريع مستقبلية باطلة على طريق غير مشروعة وباطلة، وهذه ميليشيات بات ضررها على سورية وشعبها أكبر من نفعها، فهي مرفوضة لهذا السبب بغض النظر عن موقف أي طرف إقليمي أو دولي منها، والتعامل معها يختلف عن التعامل مع ميليشيات معادية في جبهة بقايا النظام، فهنا يسري: الرد على العدوان بمثله.. وفي موضعه وحسب تقدير المخاطر والظروف من جانب صانع القرار الثوري الميداني، كما يسري: الرفض القاطع للوصاية على مستقبل الثورة وشعبها بأي تبرير مهما كان مزوقا عبر تأويل الأحكام الشرعية بل والاجتهادات القديمة والحديثة أيضا.
في الحالتين ليس شعب سورية هو "مصدر" الانحراف الإرهابي الخارجي والداخلي، الرسمي والتنظيمي، بل يبقى "المصدر.. والمسبب.. والحاضنة" هو "الطاغية السفاح"، وهو الذي يجب تركيز الجهود، جميع الجهود على إنهاء أمره مع كل إفرازاته على كل صعيد ومن ذلك "ظاهرة الميليشيات الإرهابية" بمختلف أشكالها.
أما الذين يتخذون من عنوان "الإرهاب" ذريعة لغزواتهم العسكرية، ومطامعهم غير المشروعة، وهيمنتهم العدوانية، وينتزعون لأنفسهم دون وجه حق الانفراد بتعريف "الإرهاب" على أهوائهم، فأولئك هم الذين ابتدعوا الممارسات الإرهابية (وفق تعريفهم المستحدث لها) منذ اختطاف الطائرة الجزائرية من جانب فرنسا، واستقبال مختطفي الطائرات الكوبية في مطارات أمريكية، مرورا بتشكيل الجماعات الإرهابية في معظم البلدان الأوروبية الغربية، انتهاء بإقدام منظمات شكلها "المتغربون" وقادوها في بعض بلادنا على استيراد تلك الممارسات، وجميع ذلك قبل أن ينحرف من انحرف ويضع عنوانا إسلاميا على "إرهاب مستورد" فكرا ونشأة وتطبيقا.
إن كل ربط بين الإرهاب والإسلام لا أصل له جملة وتفصيلا..
وإن كل ربط بين الإرهاب وثورات التحرر من الاستبداد المحلي والهيمنة الاستبدادية الدولية لا أصل له جملة وتفصيلا..
وإن كل متشبث بطريق الحق ومحاربة الظلم والتزام الصراط المستقيم سينتصر بإذن الله، شاء من شاء وأبى من أبى من صغار الإرهابيين وكبارهم، ودولهم ومنظماتهم.
نبيل شبيب