تبت يداك
هِيَ ثَورةٌ والله صانعُ نَصْرِها… رَغْمَ الطواغيتِ العُتاةِ وَمَكْرِها
ــــــــــ
ببعض التردد يعاد نشر الأبيات التالية في هذه الإصدارة من مداد القلم، فقد انتشر شيء من الإحباط لعدم تحقيق أهداف الثورة الشعبية في سورية لأهدافها، ويضمحل التردد عندما نذكر أن طريق التغيير ليس الطريق الأسهل والأبسط بالضرورة، إنما يبقى هو الطريق الأصوب والأصح، والإحباط هو الخطر الأكبر عليه، أما الثورة الشعبية فهي الشعلة الأولى فيه، ولا ينبغي أن نتوهم بأن عجلة التغيير تتوقف عندما نرى أن مرحلة انطلاقته الأولى انتهت وأصبحنا أمام المرحلة التالية. وتبقى قيمة الثورة عالية بقدر ما كشفت حقيقة من تتوجه له كلمات “تبت يداك”.
* * *
سوريّةُ التاريخِ أرضٌ طاهِرهْ – – – وحضارةُ الإنسانِ فيها عامِرَهْ
أنتَ الدخيلُ على رُباها الزاهِرهْ – – – فَارْحَلْ صغيراً صاغِراً.. تَبَّتْ يَداكْ
سوريّةُ الأحْرارِ تَبْني مَجْدَها – – – لله للتاريخِ تُعْطي عَهْدَها
لِكَرامَةِ الإنسان ِتَكْتُبُ عَقْدَها – – – فَارْحَلْ صغيراً صاغِراً.. تَبَّتْ يَداكْ
سوريّةُ الثوارِ دَرْعا بابُها – – – ودُروعُها أطفالُها وشبابُها
هَيهاتَ يركُنُ للطغاةِ تُرابُها – – – فَارْحَلْ صغيراً صاغِراً.. تَبَّتْ يَداكْ
وحماةُ بركانٌ تفجَّرَ بِالحِمَمْ – – – بِلهيبِ ذِكرى في رُباها لَمْ تَنَمْ
بِدَم ٍتَدَفّقَ مِنْ نَواعيرِ الأَلَمْ – – – فَارْحَلْ صغيراً صاغِراً.. تَبَّتْ يَداكْ
حمصُ الأبيّةُ مَرَغَّتْ أَنْفَ الغُزاة – – – والدّيْرُ هَبَّتْ لا تُبالي بالطغاة
ودمشقُ والشهباءُ في دربِ الأُباة – – – فَارْحَلْ صغيراً صاغِراً.. تَبَّتْ يَداكْ
هِيَ ثَورةٌ واللُه صانعُ نَصْرِها – – – رَغْمَ الطواغيتِ العُتاةِ وَمَكْرِها
وَعصابةُ الأشْرارِ تَحْفُرُ قَبْرَها – – – فَارْحَلْ صغيراً صاغِراً.. تَبَّتْ يَداكْ
نبيل شبيب