اغتيالات إجرامية استعراضية
إجرام إسرائيلي بضمان أمريكي
رأي – ممارسات إسرائيلية في حرب الإبادة الجماعية تحت الحماية الأمريكية
رأي
الاغتيالات الاستعراضية لقيادات سياسية وغير سياسية وللشهود من صحفيين يسطرون بدمائهم ما يعنيه استهداف الإنسان والإنسانية، واستهداف الحرية والأحرار، هذه الاغتيالات حلقة أخرى في مسلسل حروب إبادة جماعية، صهيوأمريكية، جارية في فلسطين وسواها.
من أغرب جوانب هذا المسلسل أن واشنطن لا تزال تزعم العمل لتجنب حرب مفتوحة في المنطقة، ولكن لا تمارس أية ضغوط فعالة تواجه بها حقا لا زعما، العمليات العدوانية الاستفزازية، فتمنع وقوعها قبل وقوعها، ولكن نشهد كيف تتابع واشنطن حشد قواتها الأمريكية مقترنة بإطلاق التهديد بعد التهديد أنها ستستهدف من يرد ردّا فعالا، فيستهدف ربيبها الإسرائيلي في ثكنته الأمريكية، المدججة بسلاح أمريكي يتدفق يوميا، والمحتمية بمسلسل المواقف والممارسات والأكاذيب الأمريكية، على الأصعدة القانونية والسياسية والإنسانية.
* * *
هذا قائم ويتكرر مرة بعد مرة، ورغم ذلك لم يتحقق في فلسطين المستهدفة إنجاز عسكري حربي صهيوأمريكي، جدير بالذكر، ولكن لا يفوتنا تواصل التركيز العدواني على تحقيق الهدف المحوري، أي الإبادة المباشرة لشعب فلسطين بكل وسائل الإجرام الصهيوأمريكية.
جيش مدعوم عاجز عسكريا، مجرم إنسانيا، يفتضح عجزه يوميا، فيزداد إجرامه إنسانيا، وضمن هذا الإطار لن تكون الاغتيالات الغادرة إنجازات عسكرية بديلة، ولن تصنع هالة انتصار مزورة، ولن تتغير معادلة افتضاح العجز الحربي والاستخباراتي العدواني، إن الانتصارات العسكرية لا تقاس فقط بالمدى الجغرافي لسلاح متطور، واستخدامه لتوجيه ضربات غادرة، وإن كان ذلك لا يعفي المسؤولين عن مواجهته من أداء مسؤوليتهم، لحماية من يعمل تحت راياتهم ومن يتحالف معهم حماية قصوى.
إن جرائم الاغتيالات الغادرة للسياسيين والصحفيين هي جزء من الوسائل الاجرامية المستخدمة في:
– استهداف الأوطان عبر حروب الإبادة الجماعية
– واستهداف الإنسان عبر تشغيل آلة القتل والحصار والتشريد
– واستهداف المواثيق والمبادئ الدولية نفسها بعد انكشاف ما تعنيه الهيمنة الانفرادية عالميا
لهذا… لا ينبغي تصديق الحكايات والروايات الأمريكية عن وساطة وجهود ومحاولات، وغير ذلك من عناوين مخادعة، فالواقع أنها جزء من العدو في هذه الحرب الشاملة، الجارية بتوجيه أمريكي، وبالتمكين لربائب واشنطون من تنفيذها.
إن عالمنا المعاصر يشهد كيف وصلت الهيمنة الانفرادية الصهيوأمريكية إلى قاع السقوط القيمي والأخلاقي والقانوني والسياسي، فهي تمضي خبط عشواء، وإذ يلاحقها غياب الإنجازات في ميادين المواجهة، تزيد الوحل وحلا بسلسلة الاغتيالات الغادرة.
والله غالب على أمره، فأستودعكم الله، ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب