استراحة – رمضان موسم للعبادة؟
كيف نرتقي بأنفسنا ارتقاء مستداما
إذا صحّ وصف رمضان أنه موسم للعبادة، لا ينبغي أن تكون عبادتنا عبادة موسمية
قال: قد أقبل رمضان، أقبل موسم العبادة في شهر الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان.
قلت: وشهر القرآن والإحسان والجهاد.
قال: نعم، إنه الموسم الذي جعله الله تعالى شهرا يتزود فيه المسلمون لسائر العام.
قلت: وماذا بعد رمضان؟
قال بشيء من الدهشة: عيد الفطر!
ولم أبال بدهشته فتابعت السؤال: ثم ماذا؟
قال بحيرة أكبر: ماذا تعني؟
قلت: ألا تشعر أخي الكريم أننا جعلنا رمضان موسمَ عبادةٍ فحسب؟
قال: أفصح عما تريد!
قلت: لا ينبغي أن تكون عباداتنا موسمية، تُقبل مواعيدها صوما أو حجّا، أو حتى صلاة، فنقبل عليها بالعبادات، ثم تمضي تلك الأيام، فندبر، إلا قليلا.
قال: ولكن الله تعالى خصّ تلك الأيام وتلك الأوقات بالتكريم وخصها بالعبادات.
قلت: نعم، ولكن صرنا نتزوّد من الشهر الفضيل بمقدار، ثم نضيّع على مدار السنة ما تزودنا به، لنعود فنكرّر في شهر قادم وعام قادم ما صنعناه وهكذا.
سكت هنيهة ثم قال: أفهم من ذلك أن نكون في شهر رمضان أفضل مما كنّا عليه من قبل، عبادة، وإقبالا على الله، وإحسانا وعملا في سبيل الله، وطاعة وجهادا في سبيل الله.
قلت: نعم، وعلينا أن نكون على مدار السنة التالية كما كنّا في رمضان، فهذا ما يرتفع بنا إلى وضع أفضل باستمرار عاما بعد عام، عسى نصل إلى حيث نرجو أن نكون، صلة بالله عز وجل، وعلى مستوى أداء الأمانة التي نحملها؛ أما إذا عدنا بعد كل رمضان آخر يهل علينا ثم يفارقنا، إلى ما كنا عليه قبل استقباله، فلا أعتقد أن في ذلك رفعا لمستوانا من خلال رمضان، لنصبح على حال مرضية تستنزل نصر الله الموعود.
يا أخي الكريم، إذا صحّ وصف رمضان أنه موسم للعبادة، لا ينبغي أن تكون عبادتنا عبادة موسمية.
وأستودعكم الله مع الشهر الفضيل، ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب