أرسطو والديمقراطية
لا تزال الديمقراطيات الحديثة ذات معالم طبقية
في الصيغة الأولى للديمقراطية تحتكر السلطةَ طبقة السادة تليها طبقة العسكر لحمايتهم ثم طبقة الدهماء العاملة
ــــــــــ
أول من نحت (ابتكر) كلمة الديمقراطية الفيلسوف الإغريقي أرسطو / أرسطوطاليس / Aristotalis (توفي ٣٢٢ ق.م) وقد استخدمها على سبيل الاستهزاء بالدعوة للاستماع للعامة، أو الدهماء، بعد أن اشتهر الفيلسوف سقراط (توفي ٣٩٩ ق.م) بفلسفته التوليدية، إذ كان يمشي في شوارع أثينا ويطرح أسئلة على المارة لا سيما الشباب، محاولا دفعهم إلى التعبير عن رأيهم، وقد حوكم على ذلك وحكم عليه بالإعدام، مما ينقض ما شاع حديثا بشأن “ديمقراطية أثينا”، إذ كانت السلطة طبقية حكرا على السادة، وهذا ما ورد في كتاب “المدينة الفاضلة” الشهير للفيلسوف أفلاطون (توفي ٣٤٧ ق.م) وكان تلميذ سقراط، ولكن كانت السلطة وفق كتابه لطبقة السادة، تليها طبقة العسكر لحمايتهم، ثم طبقة الدهماء التي لا تملك أية حقوق بل عليها العمل فقط. بينما يعود بعض الأفكار الديمقراطية الحديثة إلى “الفلسفة الإنسانية” ثم فلسفة “التنوير” في أوروبا قبل بضعة قرون، وتتمثل أعمدتها الأساسية في اعتبار الشعب مصدر السلطات، ثم الفصل بين السلطات الثلاث، وضمان الحقوق والحريات الفردية، فيصح القول إن الديمقراطية آلية لممارسة السلطة، يختلف تطبيقها من بلد إلى بلد، كما يظهر من المقارنة بين الأوضاع الأمريكية والفرنسية والبريطانية والسويسرية والهندية وغيرها.
نبيل شبيب