ورقة – المناخ العالمي ضحية الأنانية البشرية

مسار الكوارث المناخية الطبيعية والبشرية

التعامل الدولي مع مخاطر الكوارث المناخية يخضع للاعتبارات المصلحية النفعية على حساب الإنسان ومستقبله

53
ساهمت الفلسفة البراجماتية أي المصلحية النفعية إسهاما كبيرا في هيمنة المادة على القيم، في التعامل مع المناخ وقضايا أخرى
٣:٢٥ دقائق

النص الكامل للورقة البحثية مرفق للتحميل بصيغتي pdf و word


pdf word

في شهر حزيران / ٢٠٢٣م شهدت مدينة بون الألمانية، حيث يقيم كاتب هذه السطور مؤتمرا تمهيديا للمؤتمر العالمي المقبل حول المناخ العالمي، وسبق رصد بعض التغيير في المواقف الرسمية لدول تعتبر مسؤولة أكثر من سواها عن ازدياد الاحتباس الحراري، ولكن حتى الآن لا تزال القرارات بنصوصها وعند تطبيقها بعيدة عن أداء المطلوب بحدّه الأدنى كما كانت التوصيات تتحدث في نهاية سلسلة المؤتمرات الأولى لمواجهة خطر الكوارث ال طبيعية وقد بدأ يتفاقم بوتيرة متسارعة منذ أكثر من ربع قرن. وهذا ما يدفع إلى طرح هذه الورقة البحثية كما هي منذ نشرها عام ١٩٩٨م. فمن قبل ذلك كان يدور الحديث عما يدور الآن أيضا بهدف وقف مسلسل زيادة أسباب الاحتباس الحراري وما يعنيه من كوارث مناخية بدأت تزداد عنفا وانتشارا عاما بعد عام، كميا مثل ارتفاع عدد الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وفيضانات وأعاصير، ونوعيا من حيث شدة هذه الكوارث ناهيك عن تسارع ذوبان القمم الجليدية وبالتالي ارتفاع منسوب المياه البحرية لتغرق كثيرا من الجزر والسواحل “الواطئة” في أنحاء العالم. ولهذا آثار مدمرة، على تيارات الهجرة البشرية، وعلى ازدياد الهمجية في الحروب

(انظر للكاتب: تعريب كتاب حروب المناخ بقلم هارالد فالتسر).

الولايات المتحدة الأمريكية، هي المصدر الأكبر لمسببات الاحتباس الحراري، وبالتالي الكوارث المناخية، كانت آخر من انضم إلى الاتفاقية العالمية للحد من سرعة تنامي تلك الكوارث، ثم انسحبت ثم عادت للانضمام من جديد، ولهذا أسبابه المصلحية النفعية (البراجماتية) التي ساهمت إسهاما كبيرا في سيطرة المادة على القيم، أو سيطرتها عالميا وإلغاء مفعول القيم، وذلك منذ ولادة فلسفتها الأمريكية في نهاية القرن الميلادي التاسع عشر، ولعبت السياسة المناخية الأمريكية دورا كبيرا في عرقلة محاولات الاتفاق دوليا على سياسات وإجراءات ولو بدرجة محدودة، وذلك منذ قمة الأرض عام ١٩٩٢م عبر محطات اتفاقية كيوتو وحتى الآن في بون.

وأستودعكم الله وأستودعه الأرض والبشرية التي تعيش عليها ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب