مطالعة – ملامح من بيان العربية وجمالها بقلم د. محمد حسان الطيّان

“أخطر ما يصيب لغتنا العربية في محنتها هو ما يصيبها من أهل تركوها، وزهدوا فيها، وعزفوا عن تعلّمها، ووصل الأمر ببعضهم إلى كرهها”

156
محمد حسان الطيان ملامح من بيان العربية

ــــــــــ

هام قلبي في هواها – – – بات لا يهوى سواها

كلّما لاحتْ حروفا – – – رفّ واعتلّ وتاها

لغة فاقت لغاتٍ – – – وسَمَتْ فوق سماها

ولها لحنٌ شجيّ – – – وجمالٌ لا يُضاهى

أحرفٌ فاحتْ عبيراً – – – وبها النور تباهى

زانَها قرآنُ ربّي – – – فتعالتْ في سناها

قل لمن يبغي فسادا – – – في أفانين رباها

أقصرَنْ لا تبغِ سوءا – – – إن ربّي قد حماها

هذه أبيات للدكتور محمد حسان الطيّان، تعبر عن شعلة متألّقة من الهوى والعشق، وهو يقول فعلا إنه “عاشق” للغة العربية، يعشق الألحان في محاسنها، والإيجاز في بلاغتها، والسعة في تعابيرها، والرونق في شعرها، والدقة في ألفاظها. قبل مزيد من الاسترسال، أعود إلى الأصل في هذه الوقفة بنيّة المطالعة في كتاب، مع لمحات موجزة عن مؤلفه، ولكن.. من أين تأتي رهبة القلم رغم تقريظ كتب عديدة من قبل؟ لعلها سبب إطلاق العنان للحديث بصيغة “المتكلم” على غير المألوف فيما أكتب، ومعذرة إن تداخلت الانفعالات والانطباعات مع الأفكار والخواطر المطروحة، في حديث النفس مع النفس.

*        *        *

كتاب ملامح من بيان العربيةقبل أيام كنت أنظر في بعض الكتب لدي، وكثيرا ما صنعت ذلك مؤخرا، في إطار ما تشمله مراجعة ما سبق أن حمله “مداد القلم” إلى القراء، لإلغائه أو إعادة نشره في هذه الإصدارة الجديدة نسبيا، دون تعديل أو بتعديلات طفيفة، إذ أحاول مع تقدم العمر أن أجعل منها ما يشبه قلم محفوظات، لكتابات أبعد أفقا من لحظة كتابتها، ومن الظروف الآنية التي واكبتها، ومع تبويب يراعي تعدد المواد مضمونا، وتعدد الأشكال صياغة، ما بين دراسة ومقالة، أو رأي وتقرير، أو معلومة وخاطرة.
وعجبت عندما وصلت يداي إلى كتاب “ملامح من بيان العربية وجمالها” كيف فاتني أن أعرّف به من قبل رغم إعجابي الخاص به وبمحتواه وبمن كتبه! وأثار لدي مشاعر الود مع قراءتي مجددا لكلمات الإهداء في أولى صفحاته بخطّ كاتبه، المتميز بقلمه وجهوده وبعشقه للعربية وخدمتها، د. محمد حسان الطيان، مع تأريخ الإهداء بيوم ١٩ شعبان ١٤٣٤ هـ و٢٨ / ٦ / ٢٠١٣م. وقد صدر الكتاب بطبعته الأولى في الكويت، في شباط / فبراير ٢٠١٢م

*        *        *

حصلت على تلك الهدية الثمينة في القاهرة أثناء مؤتمر من مؤتمرات عديدة، كانت تجمع كثيرا ممن يعملون للثورة الشعبية في سورية، بحثا عن “طريق” ما، قد تجمع ما سبق أن تمزٌق من العرى بينهم، بفعل عقود بائسة من القحط السياسي والاجتماعي من قبل، بل القحط من التواصل على دروب التخصص المحض أيضا؛ فكان كل طرف يعمل للثورة من زاوية يراها، ويسعى لوضع لبنة في بناء انتصب أمامه فجأة فغدا شاهقا شامخا بين ليلة وضحاها، وكان نصيبه من تشييده محدودا أو معدوما، إذ أوجدته قوة الإرادة الشعبية المتفجرة، لا سيما طاقات جيل من الشباب الثائر.. على غير انتظار من سواه.
كانت جهود صنّاع المؤتمرات كبيرة متتابعة، ولا تخلو من فوائد وإنجازات، إنما بقيت بغالبيتها العظمى تلامس المطلوب وتختلف على تفاصيله، وتخطو على طريق لم يتعبّد بعد، فتعتلي القباب من فوق شموخ البناء الثوري العامودي المتدفق، دون دعائم شموخ معرفي أفقي راسخ.

قليل هم من عملوا بغرض التأسيس لمسار الثورة والتغيير، بصياغة قواسم مشتركة ورؤى جامعة ومبادرات فاعلة ومخططات مدروسة. ويستحيل أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، وإلا لأمكن أن نتمعّن لرأينا متأخرين ما كان علينا صنعه مبكرين، وأن ندرك أهمية الأسس لتشييد القباب، وهيهات يتحقق ذلك في ظلال لهيب الثورة ومن دونها، إلاّ بتركيز كل فريق على عطاء تخصصي يتقنه، ومن ثَمّ العمل لتكامل الحصيلة بين دروب المتخصصين، هذا علاوة على برامج التأهيل والتدريب للجميع في دورات مكثفة.
لقد كان تسارع نبض الحدث مع معاناة الضحايا أعظم شأنا من سائر الإنجازات السريعة التي ظهرت في حلبة الثورة، وما كان لها دون أسس مكينة أن تعطي الثمرات المرجوّة منها، رغم أن الثمن المدفوع لها كان كبيرا.. كبيرا.

*        *        *

نسترجع بعض الأسباب فنجد في رأس القائمة أن أبناء البلد الواحد، وأنصار الثورة الواحدة، وإخوة المصير المشترك، كانوا يتحدث كل فريق منهم في واد، ولا يعلم أحدهم ما يقصد الآخر، وقد يؤوّله تبعا لظنونه الذاتية.. وفي تلك الأجواء هيهات تكفي جهود انفرادية لطرح “قواميس” لمفردات ساحات الثورة ومسارات التغيير، رغم أن كل عمل جزئي على هذا الصعيد كان يلقى تجاوبا كبيرة.
إن أساس الأسس لأيّ عمل هو توافر شروط الفهم الصحيح لبعضنا بعضا، كي أعلم ما يعنيه الآخر على النحو الذي يقصده هو بما يقول ويطرح، وليس كما قد يحلو لي أن أفهمه دون معيار، أو أن أنطلق مما أراه صوابا، فأغري نفسي بنفسي لأفهم ما يقول على النحو الذي أريد ولو خالف ما يريد قائله.
إن أساس الأسس هو انضباطنا جميعا بلغتنا العربية الواحدة المشتركة الجامعة.

على هذا كان د. محمد حسان الطيان يعمل فيما يمكن اعتباره “تخصصا” أساسيا افتقدنا وجود مثله كثيرا، على سائر المستويات، القطرية والعربية، التأهيلية والإبداعية، الفردية والجماعية، وما زلنا نفتقده في طريق الثورة والتغيير والإعمار والنهوض.
ومن دون الأسس المشتركة يتحول كل عمل من أعمالنا إلى ثورات بدلا من ثورة، وإلى جماعات بدلا من أمة، وإلى فصائل وهيئات بدلا من رؤية جامعة على قواسم مشتركة.

*        *        *

لقد استلمت هذا الكتاب كهدية، وكل كتاب هدية ثمينة، فكيف بهذا الكتاب، وكيف بها وقد تلقيتها من يدي المؤلف نفسه، د. حسان الطيان – وهو من مواليد دمشق عام ١٩٥٥م – وكان يومذاك يرأس اتحاد الكتاب السوريين الأحرار، وقد ولد الاتحاد المعبر عن الاهتمام بالكلمة ومفعولها، في لحظة مبكرة من عمر الثورة الوليدة. أما من كان رئيسه فبقي يعطي منذ ذلك الحين وحتى الآن ما يستطيع في ميادين عديدة، تتفرع جميعا عن خدمة اللغة العربية التي يعشقها.
هو المنسق العام لمقررات اللغة العربية في الجامعة العربية المفتوحة بالكويت..
وهو الخبير في تحسين اللغة العربية والنهوض بها في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم..
وهو العضو في الاتحاد الدولي للغة العربية..
وهو عضو مراسل في المجمع اللغوي في دمشق..
وهو العضو في المجمع العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية.
وله عشرات الكتب والبحوث والمقالات في اختصاصه، منها كأمثلة: “تحت راية العربية”، و”من أفانين الأدب”، و”العربية.. وطرائق اكتسابها”، و”روائع وبدائع” فضلا عن هذا الكتاب بين أيدينا، بعنوان “ملامح من بيان العربية وجمالها”.

ولا يطمع القلم هنا بالقدرة على طرح ما يحيط بعطاءات المؤلف، فيرجى الاستزادة مما ورد عنه وعن كتبه ومقالاته في “موقع مداد” الشبكي لسعد بن زيد آل محمود.

أما الكتاب، فقد عرّف به مؤلفه بالقول في مقدمته وعلى الغلاف:
(وهبتنا العربية أعظم ما يمكن أن تهب لغة لأهلها حين نزل الذكر الحكيم بلسانها، فتحوّلت من لغة أمّة إلى لغة عالم، ومن لسان شعب إلى لسان شعوب، ومن لغة محدودة مقيّدة إلى لغة عالمية مقدّمة {إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}. من أجل ذلك كله كانت هذه الأوراق ملامح من بيان العربية.. وتذكرة بجمالها.. وعرضا لجوانب من إبداعها.. واستكناهاً لبعض أسرارها، حبّا بها.. ووفاء ببعض حقها.. وقضاءً لجزء من واجبنا نحوها).
ثم نطلع على الدافع الحاسم من وراء تأليف الكتاب في بعض ما ورد في مقدمته أيضا، حيث يشير الكاتب إلى عدد من مظاهر المحنة التي تعاني اللغة العربية منها، وأخطرها ما يصيبها (من أهلٍ تركوها، وزهدوا فيها، وعزفوا عن تعلّمها، ووصل الأمر ببعضهم إلى كرهها) ثم يقول الكاتب:
(ولو أدرك كثير من هؤلاء جزءا مما تشتمل عليه العربية من محاسن لانقلب كرههم حبا، وبعدهم قربا، وزهدهم حرصا، ولأقبلوا عليها إقبال الحِبّ على حبيبه، والخليّ على خليله).
وهنا بيت القصيد، فهذا كلام عاشق للغته ولا ريب، ولأنه يعشقها فهو يقدّر – أو يتمنّى – أن كل من يرى محاسن معشوقته بعينيه سيعشقها أيضا، ولهذا يجمع “العاشق” بعض ما تتحسّس جوارحه من تلك المحاسن وما تراه، فيبوّبها بين دفتي الكتاب في ١٤٦ صفحة، توزعت على مقدمة وخمسة فصول وخاتمة.
وتكشف عناوين الفصول عن وجهة محتوياتها تأليفا واستشهادا للتدليل على “البيان الساحر” و”الإيجاز الباهر” و”الثراء النادر” إضافة إلى أبواب متميزة في استخدام اللغة، مثل ما يصنفه الكاتب تحت عنوان “اللطائف والطرائف”؛ أما الفصل الخامس فيتجاوز سواه بعنوان “مقالات في بيان العربية وجمالها”، وقد جمع كلٌّ من الفصول الأخرى بين ما أبدعه قلم الكاتب بنفسه وبين ما قبسه مما أبدع سواه من قبل، أما الفصل الخامس – وهو الأكبر في زهاء ٥٠ صفحة – فيضم ١٢ مقالة للكاتب وفيها القليل من القبسات والاستشهادات.

*        *        *

لا غنى عن الاطلاع المباشر على الكتاب، وعن قراءته مرة بعد مرة، مهما اجتهدت في تسجيل نماذج للقارئ الكريم والقارئة الكريمة، باختيار باقات فوّاحة بمحتويات كل فصل من الفصول على حدة، وذاك لعمري اختيار عسير عندما يغوص المرء في بحور من ورود وزهور، إنما أنقل – قاصدا – رحيق بعض العبارات المقتبسة من مقالة أعطاها الكاتب عنوان “كم ذلّ أقوام بذلّ لغات”.
هي عن (زميل أكاديمي… رطن بلغة الإنجليز وخلط كثيرا من ركاكته العربية بكثير من فصاحته الإنجليزية تعاليا على زملائه… سألني مرة – طلبا للاستظراف وإمعانا في الاستخفاف – عن معنى لقبي “الطيان”… وأردت أن ألقّن هذا الزميل درسا في ثراء العربية وسعتها وجمال تصرفها فقلت: إن معنى “الطيّان” الذي يعرفه كل الناس ولا يجهله من كانت عنده أدنى مسكة من فهم، هو الذي يعمل في الطين، والطين أصل الإنسان الذي إن نسيه تاه وعربد، وطغى وفجر، وبغى واستكبر…)
واستشهد الكاتب بقوله تعالى {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا ۚ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ} ثم أورد أبياتا للشاعر إيليا أبي ماضي، مطلعها: (نسي الطين ساعة أنه طينٌ حقير فصال تيها وعربد)
ثم أورد معنى آخر للطيّان وهو.. (صيغة مبالغة من طوى يطوي طيّا إذا لم يأكل شيئا، وهي صفة حميدة…

إن الكريم إذا نالته مخمصة – – – أبدى إلى الناس شبعا وهو طيّان)
وأورد أبياتا أخرى كشواهد على هذا المعنى وغيره، ثم أضاف: (فقل لمن يدّعي في العلم معرفة – – – عرفت شيئا وغابت عنك أشياء)
واختتم بقول مهيار الديلمي: (وإلام طول رضاي بالميسور من – – – حظّي وفرط تعفّفي وتقنّعي

طيّان أبغي الرفد بين معاشرٍ – – – حبّ العلا في طينهم لم يُطبعِ)

*        *        *

يطرح الجزء الأكبر من محتوى الكتاب أدلة وشواهد على سحر بيان لغتنا العربية، وسمو جمالها من خلال الإيجاز والثروة اللفظية الغنية عبر الاشتقاقات والمترادفات ثم سعة ثروتها وقد أُنزل بها كلام الله المعجز، وصلحت لألوان البيان وفنون الكتابة شعرا ونثرا وخطابة ودراسة وتقنية وعلما.
ولولا أن هذا العرض لمزايا العربية، مقابل “المحنة” التي تعيشها، هو مقصد المؤلّف من الكتاب كما سلف ذكره، لحقّ السؤال عن العلاج، كيف تجد لغتنا العربية مخرجا من محنة العزوف عنها، بينما لا تكاد تصل عبارات الكتاب السامية في بلاغتها، إلى من لم يكن لديه جانب من البلاغة، وربما بعض نصيب من عشق اللغة؟ هذا ناهيك عن توقع أثر منها يحرك كوامن العشق والعمل.
الكتاب يشخص أعراض المرض، ويصف مزايا الدواء، أما آليات تعاطيه فنجدها في كثير من عطاءات الكاتب الوافرة، وورد التنويه ببعضها في هذا الكتاب أيضا.
من ذلك ما يؤكده دكتور محمد حسان الطيان أن السبيل الأجدى للعودة إلى العربية كما ينبغي هو اعتماد الأساليب والبرامج التي تعتمد على مفعول الفطرة الأصيلة أكثر من اعتماد برامج التعليم لإتقان النحو وفنون الكتابة وتعليل ذلك في المناهج.. ومن أراد المزيد يجده في مقالة تحت عنوان “نحوُ الفطرة.. ونحوُ الفطنة“، نشرت يوم ٢٣ / ١ / ٢٠١٤م، في موقع “اللغة العربية صاحبة الجلالة” التابع للمجلس الدولي للغة العربية. كما تعرّض الدكتور الطيّان لهذا المنطلق العلاجي أيضا في كلمة احتفالية قصيرة، يمكن مشاهدة تسجيلها المرئي تحت عنوان “اللغة العربية اليوم في محنة“، والتسجيل منشور بتاريخ ١٩ / ٤ / ٢٠١٧م.

ثم إلى جانب تأكيد مسؤولية النخب بحكم إمكاناتهم ومواقعهم لأداء واجباتهم في العمل للخروج باللغة العربية من محنتها المتعددة الجوانب، يؤكد د. حسان الطيّان أهمية التوجه بذلك إلى الجيل الجديد، كما يعبر عن ذلك في لقاء تلفازي مع الإعلامي علي العجمي في برنامج “أركان”، يوم ٦ / ٧ / ٢٠١٨م، في حلقة بعنوان “اللغة العربية والجيل الجديد“.

ويعدد خلال هذا اللقاء محطات عدة، أهمها نشر “الوعي اللغوي”، ورفع حاجز “النحو” من وجه تذوق جمال اللغة، والقيام بحملات منظمة مدروسة مع استخدام الوسائل المناسبة من جانب السلطات للحد من ظاهرة التفلت دون عقوبة من وجوب استخدام اللغة العربية السليمة في المستندات الوزارية والأنشطة الإعلامية ناهيك عن هيئات التربية والتعليم والتأهيل، وكذلك الأخذ بامتحان القدرة اللغوية في الانتساب للجامعات وطلبات الحصول على وظيفة رسمية.

وقد نوّه في اللقاء التلفازي أيضا إلى عزمه آنذاك على طرح المزيد للخروج من المحنة التي تحيط باللغة العربية وتحاصر، وقد وضع ما شرع به من ذلك تحت عنوان “نحو أمن لغوي”، إنما يبدو أن التحضير لذلك كان مخصصا للمؤتمر الدولي التاسع للغة العربية يوم ١٢ / ٤ / ٢٠١٩م تحت رعاية المجلس الدولي للغة العربية (تأسس ٢٠١٢م) ولكن المؤتمر التاسع تأجل بطلب من الإمارات بهدف عقده ضمن إطار فعاليات معرض إكسبو في الإمارات عام ٢٠٢٠م، ولكن تأجّل المعرض نفسه، بسبب جائحة كورونا.

*        *        *

يبقى الكثير مما لا تحيط به هذه المطالعة للكتاب ووقفة التقدير القصيرة لجهود صاحبه د. محمد حسان الطيان، إنما لا يفوتني ذكر ما تأثرت به تأثرا خاص من كلمات نشرها يوم ٢٥ / ١٢ / ٢٠٢٠م عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، إذ قال:

(إن عالم التدريس عندي لم يقتصر على المدارس والمعاهد والجامعات، بل تعدَّاها إلى المساجد والبيوت والديوانيات، وما أراني مبالغا إذا قلت إني أعيش التدريس في كل لحظة من حياتي، وليس أهل بيتي في نجوة من هذا! فكثيرا ما يكون تعليقي على أمر من أمور البيت أو المعيشة بلغة وسط بين العامية والفصيحة، بل إن الأمر إذا احتدم فالفصحى هي السائدة، وإذا ما سمعها الأهل مني علموا أن الأمر جدٌّ لا هزل فيه، وعزمٌ لا رخصة فيه!).
وليتنا نأخذ ببعض ذلك في حياتنا اليومية وعلاقاتنا ببعضنا بعضا.

نبيل شبيب