ماذا يعني الضوء الأخضر الأمريكي؟

ضوء أخضر مصبوغ بحمرة الدماء

خواطر- الأهم من تسجيل التناقضات في المواقف الأمريكية إدراك أن هذه غزوة أمريكية والأداة ثكنتها العسكرية الإسرائيلية

0 33
٣:٥٥

خواطر

في مشهد مصور يُنسب إلى برنامج (كاميرا خفية) من عام ٢٠١٧م، حول تسجيل استمارة للمشاركة في مخيم يطلب المتحدث من أحد الأطفال أن يخبره إن كان يوجد حضور عسكري ما في المكان المرشح للمعسكر، ويلح عليه، فينظر الطفل إليه نظرة شزرة، ويقول: هل أنت غبي أم تستغبيني؟

*   *   *  

يا بايدن:

هل أنت غبي أم تستغبي البشر العاقلين من أحرار العالم، العرب والمسلمين وسواهم؟

تتحدث وأعوانك عن حرصك على تخفيض عدد الضحايا من المدنيين، ثم تعلنون عن تزويد ربيبك الإسرائيلي بقنابل بالأطنان لرفع عدد الضحايا ونشر الخوف لدعم مؤامرة التشريد الذي تريدون.  

تقول ويقول أعوانك إن قوافل الإغاثة ستزيد أثناء أيام الهدنة، ثم تستدركون أنكم طلبتم ذلك، ولكن تتركون القرار لحبيبك نتنياهو.

تعلن ويعلن أعوانك أن الفلسطينيين سيقررون أمورهم بأنفسكم، ثم تعلنون أنفسكم أوصياء عليهم وتتحدثون كيف تريدون أن تصبح هذه القطعة أو تلك من فلسطين، بعد حرب صنيعتكم الإسرائيلية ضدها.

تصرح ويصرح أعوانك بمعارضة حضراتكم لأي تهجير للفلسطينيين عن أراضيهم في غزة، وتباركون في الوقت نفسه ما تزعمونه بشأن حق الدفاع عن النفس وكيف تمارسه نائبتكم الإسرائيلية في المنطقة، وترسلون وزير خارجيتكم ليقنع الأنظمة المعنية في المنطقة.

مرة أخرى يا بايدن دون مزيد من الأمثلة:

هل أنت غبي أم تستغبي البشر العاقلين من أحرار العالم، العرب والمسلمين وسواهم؟

إما أن الولايات المتحدة الأمريكية نمر من ورق، أو أن ثكنتها العسكرية الإسرائيلية أصبحت أكبر منها، أو أنها أخفقت في تنفيذ إرادتها رغم أنها أرضعتها العنف الهمجي، وأنشأتها بأموال الأمريكيين الضريبية، وحصنتها بأحدث ما وصلت إليه عبقرية صناع الأسلحة الأمريكيين.

*   *   *  

الأهم من الكلام معك أيها الرئيس الأمريكي ما نهمس به في آذان من يتابعون ويحللون من أهل بلادنا، ومن ذلك التساؤل:

أما آن الأوان أن ندرك جميعا أن ما يجري لا يمثل تحركا إسرائيليا محضا لا تضبطه واشنطون، بل هو جولة عسكرية أخرى من جانب أعتى زعامة عسكرية مادية مهيمنة عالميا، ضد القلب من المنطقة العربية والإسلامية، بعد تفتيتها وتقييد أنظمتها والتنكيل بشعوبها، وواشنطون تستخدم في هذه الجولة ثكنتها العسكرية في هذه المنطقة، وقد أخفقت تلك الثكنة حتى الآن كما أخفقت القيادة المركزية للهيمنة أيضا.

وأستودعكم الله الذي يمهل ولا يهمل ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب