قافية – منذا تناديه يا أقصى؟

فَهَـلْ رَأَيْتَ مُلـوكاً أَوْ سَـلاطينـا؟

وَالأَرْضُ وَدَّعَـتِ الأَحْرارَ واعِـدةً – – – بِالنَّصْـرِ يَصْـنَعُهُ الأَبْنـاءُ آتينــا

217
إنما يبدأ التحرير الحقيقي للأرض بتحرير الإنسان.. قلبا ووجدانا وفكرا وواقعا يحياه ويصنعه
٤:٤٥ دقائق
التسجيل الصوتي للموضوع

الأرض المحتلة.. كلّ الأرض تفرض الجهاد للتحرير، والعمل للتغيير، والبذل على كلّ صعيد، وللمسجد الأقصى المبارك فيها مكانة متميّزة، تفرض ذلك كلّه ومزيدا عليه أيضا، ولطالما دارت عجلة غسيل الدماغ الجماعي لينسى الجيل الجديد أرضه وقدسه ومسجده، فدارت عجلة البطش العدواني الصهيوني لتذكّرنا بما يريد من يمدّون يد سلم الخانعين أن ننساه.

12 / 2 /  1423هـ و24 / 4 /2002م

مَنْذا تُناديـهِ يا أَقْصى.. وَمَن فينــا

يَـخالُ أَنَّـكَ إِذْ نادَيْـتَ تَعْنينــا

فَقَـدْ رَأَيْنـا دِمـاءَ القُدْسِ نـازِفَـةً

وَالبَغْـيَ يَغْتـالُ جالوتـاً وَحِطِّينـا

وَعِـزَّةً كانَـتِ الدُّنْيـا تَديـنُ لَهـا

أَمْسَتْ عَلى مَذْبَحِ الطَّاغوتِ تَرْثينـا

وَما أَفَـقْـنـا عَلى أَنَّـاتِ ثـاكِلَـةٍ

وَلا عَلـى دَمْـعِ أَيْتـامٍ يُنـاديـنـا

فَنَحْـنُ مِـنُ أُمَّــةٍ لِلـذُّلِّ خانِعَـةٍ

وَالبَغْـيِ مِنْ ثُلَّـةٍ تَحْكـي الثَّعابينـا

أَمَّا الجُيوشُ فَلَـمْ نَسْـمَعْ لَها خَبَـراً

إِلاَّ بِخِدْمَـةِ أَشْــباهِ الفَـراعيـنـا

كانوا طُغـاةً.. ولكِـنْ كانَ مُلْكُهُـمُ

في أَرْضِهِـمْ يُرْهِبُ الأَعْداءَ تَحْصينا

فَانْظُرْ إِلى هـؤلاءِ القَـوْمِ وَيْـحَهُمُ

فَهَـلْ رَأَيْتَ مُلـوكاً أَوْ سَـلاطينـا

وَقَدْ دَعَتْ لِلجِهـادِ الحَـقِّ أُمَّتُهُــمْ

فَضاعَفوا البَطْشَ وَالتَّنْكيـلَ باغينـا

تَعْسـاً لَهُـمْ.. وَرِداءُ الذُّلِّ مَلْبَسُـهُمْ

دانوا لِصُهْيـونَ.. أَعْطَوْها القَرابينـا

فَكَمْ رَوى الشُّهَداءُ القُدْسَ مِنْ دَمِهِـمْ

وَكَـمْ صَفيقٍ بِأَرْضِ العُرْبِ يُدْمينـا

بِئْسَ العُتـاةُ عَلى أَهْلي وَفي بَلَـدي

صاروا وَصُهْيونَ بِالعُدْوانِ سـاعينا

شاهَتْ وُجوهٌ  تَبَـدَّتْ دونَ أَقْنِـعَـةٍ

يَسْـتَأْسِـدونَ عَلى الأَحْرارِ عادينـا

رُؤوسُـهُمْ عِنْـدَ أَمْريكا مُنَـكَّسَـةٌ

مِنْ خِـزْيِ ذِلَّتِهِمْ.. باكينَ شـاكينـا

وَتَجْمَعُ القِمَمُ الخَرْسـاءُ عُصْبَتَـهُمْ

تُوَثَّقُ الذُّلَّ سِلْماً.. وَالخَنـا ليـنــا

صُهْيونُ تَمْنَحُهُمْ في الذُّلِّ أَوْسِـمَـةً

مِنْ كُـلِّ صِنْفٍ وَزادَتْهُمْ نَياشـينـا

تَـرى الهَـوانَ عَلى أَدْبارِهَـمْ عَلَماً

إِنْ حَلَّتِ الحَرْبُ عُدوانـاً بِأَهْليـنـا

تَأْبى الرُّجولَةُ أَشْـباهَ الرِّجالِ وَقَـدْ

تَأْبـى لأَمْثالِـهِـمْ دَفْنـاً وَتَأْبينــا

غَدَوْا مِنَ الوَهْنِ دونَ الهونِ مَنْزِلَـةً

وَتَسْخَطُ الأَرْضُ إِنْ صاروا بِها طينا

أَطْفالُنـا يا عَبيـدَ الوَهْنِ ما وَهَنـوا

وَإِذْ فَـررْتُمْ غَدَوْا لِلأَرْضِ حامينـا

وَنِساؤُنا أَظْهَرَتْ في عُهْرِ عُصْبَتِكُمْ

عَوْراتِكُمْ إِذْ قَبَعْتُـمْ فيهِ راضيـنـا

نابُـلْسُ تَشْـهَدُ وَالأَدْمـاءُ جارِيَـةٌ

وَفـي جِنـينَ بُطـولاتُ المَيامينـا

جَنَّـاتُ عَدْنٍ وَحورُ العينِ في  فَرَحٍ

تَسْـتَقْبِلُ الشُّـهَداءَ الغُـرَّ ماضينـا

وَالأَرْضُ وَدَّعَـتِ الأَحْرارَ واعِـدةً

بِالنَّصْـرِ يَصْـنَعُهُ الأَبْنـاءُ آتينــا

وَكَيْفَ نَقْعُـدُ وَالإِسْـلامُ يَحْـفِـزُنا

وَاللـهُ واعِدُنـا نَصْـراً وَتَمْكينــا

فَلا وَرَبِّــكَ لَـنْ نَنْسـى فِلَسْـطينا

وَلَنْ نَخونَ كَما خانوا بِها الدِّينـا

وأستودعكم الله ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب