قافية – إلى أهل الخليج

وَإِنْ تَفَرَّقَ قَـوْمٌ زالَ بَأْسُـهُمُ

أَرى الخَليجَ عَلى الأَخْطارِ مَضْجَعُهُ . . . وَالذِّئْبُ إِنْ يَرَ حَمْلاً غافِلاً وَثَبـا

0 61
منطقة الخليج

ــــــــــ

(مع زيارة بوش الابن لبعض بلدان الخليج بعد احتلال العراق )

ضَجَّ الخَليجُ بِالأَمْواجِ مُضْطَرِبـاً 
وَزَمْجَرَ الرَّعْدُ في أَجْوائِهِ غَضَبـا

عَتيـقُ لُؤْلُئِـهِ في البَحْرِ مُخْتَبِـئٌ
وَفي السَّماءِ أًزيـزٌ مَزَّقَ السُّـحُبا

وَاسَّـاءَلَ الرَّمْلُ عَنْ جَمْرٍ بِشاطِئِهِ
وَأًفْزَعَ النَّخْلَ مَرْأى الماءِ مُلْتَهِبـا

كَأَنَّما الشَّمْسُ أَلْقَتْ فَوْقَـهُ حِمَمـاً
فَهَلْ نَرى النَّفْطَ فيها أَمْ نَرى الشُّهُبا

بَلْ ذي القَذائِفُ وَالغيلانُ تُطْلِقُهـا
تُصْلي الخَليجَ بِأَلْوانِ الرَّدى صَبَبا

مِنْ طائِراتٍ كَما العُقْبانُ حائِمَـةٍ 
وَمِنْ بَوارِجَ تُهْدي حِقْدَهـا لَهَبـا

وَالأَهْلُ كَالسَّبْيِ في سِـلْمٍ يُمَزِّقُـهُ
صُنَّاعُ حَرْبٍ فَلَمْ تَعْرِفْ لَهُمْ حَسَبا

وَالمالُ في عُهْدَةِ السُّـرَّاقِ مُنْتَهَبٌ
وَالعَهْدُ أَصْبَحَ في أَعْرافِهِمْ كَذِبـا

أَهْـلَ الخَليـجِ وُقيتُـمْ كُلَّ نائِبَـةٍ
وَمِنْ نَبوءَةِ حَـرْبٍ صَوَّرَتْ تَبَـبا

إِنْ يَقْرِضِ الشِّـعْرُ بِالتَّحْذيرِ قافِيَةً
فَالخَوْفُ أَنْ تُفْجَعوا أَمْلى بِما كَتَبـا

أَرى الخَليجَ عَلى الأَخْطارِ مَضْجَعُهُ
وَالذِّئْبُ إِنْ يَرَ حَمْلاً غافِلاً وَثَبـا

لا يَطْلُبُ الحُرُّ في الطَّاغوتِ مَكْرُمَةً
لَوْ كانَ يًمْلِكُهـا لاغْتـالَها وَأَبـى

وَذا الخَليجُ مَدى الأَيَّـامِ في خَطَرٍ
ما دامَ رَهْناً لِحِلْفِ الشَّرِّ مُغْتَصَبا

فَالأَمْنُ أَوْدَتْ بِهِ “الأَحْلافُ” في سَفَهٍ
وَالعَدْلُ مَزَّقَـهُ أَشْـرارُهُمْ إِرَبا

فَأَيْنَ ما كانَ في ظِلِّ النَّخيلِ نَدىً
في كُلِّ نائِبَـةٍ أَمْنٌ لِمَنْ رَغِبـا

أَيْنَ القَوافِـلُ تَحْدو في مَرابِعِـهِ
لَمْ تَخْشَ مُجْتَرِئاً أَوْ تَخْشَ مُرْتَهَبا

وَفي البِحارِ بِأَقْصى الأَرْضِ يَحمِلُها
هَدْيُ الرِّسالَةِ نوراً يَرْفَعُ الحُجُبا

فَمَنْ أَجابَ غَدا الإيمانُ مَرْكَبَـهُ
لِلْفَوْزِ وَعْداً مِنَ الرَّحْمنِ مُكْتَتَبـا

وَمَنْ أَبى لَمْ يَخَفْ ظُلْماً وَلا عَسَفاً
فَالعَدْلُ فَرْضٌ وَعَهْدٌ بَدَّدَ الرِّيَبـا

وَإِنْ تَفَرَّقَ قَـوْمٌ زالَ بَأْسُـهُمُ
وَمَنْ تَلاقى عَلى التَّوحيدِ ما غُلِبا

أَهْلَ الخَليجِ أُعَزِّيكُـمْ بِضَيْفِكُـمُ
نَمْرودُ حَرْبٍ أَتاكُمْ حامِلاً حَطَبا

لَمْ يَعْرِفِ الدَّهْرُ شَيْطاناً يُشابِهُهُ
أَوْ يَعْرِفِ الدَّهْرُ إِثْماً مِثْلَما ارْتَكَبا

فَلُّوجَـةُ العِزِّ لا تَنْسى جَرائِمَـهُ
وَجْوَنْتَنامـو وِسـامٌ زادَهُ تَغَبـا

أَبو غَريبٍ تَجَلَّى فـي زِيارَتِـهِ
وَغاظَ إِبْليسَ أَنْ يَلْقى بِهِ نَسَـبا

يا زائِراً أَرْضَنا لا مَرْحَبـاً بِدَمٍ
عَلى يَدَيْكَ وَمِنْ إِجْرامِكَ انْسَكَبا

نيرو وَهِتْلَرُ وَسْتالينُ لَوْ جُمِعوا
كانوا كَجُنْدِكَ أَوْ أَتْباعَكَ النُّجُبـا

فَأَنْتَ في شُرْعَةِ الغابِ ذو قَدَمٍ
وَلَوْ مَرَرْتَ بِذِئْبِ الغابِ لاجْتَنَبا

يا صاحِبَ البَسْمَةِ البَلْهاءِ تَرْسُمُها
جَهْلاً بِحالِكَ أَوْ فَخْراً فَواعَجَبـا

أَلْحَقْتَ عاراً بِأَمْريكا جَعَلْتَ لَهُ
كُلَّ الكَبائِرِ في تاريخِها أَرَبـا

وَأَنْتَ عارٌ عَلى الإِنْسانِ ما بَقِيَتْ
كَرامَةُ الخَلْقِ مِقْياسـاً وَمُرْتَغَبـا

نبيل شبيب