بايدن يتمرد على ربيبه الصغير

بمزيد من المال والعتاد والعربدة السياسية

رأي – الحصيلة محاولة توجيه الضربة القاضية لوجود عربي وإسلامي جغرافيا وسياسيا وحضاريا

0 47
٣:٤٥ دقيقة

رأي

يريد الرئيس الأمريكي جو بايدن إقناعنا بأنه مع دولته الكبرى عالميا، بسلاحها ومالها وصناعاتها وتقنياتها لا يملك القدرة على تمرير ما يريد إزاء الكيان الإسرائيلي الذي يعادل على وجه التقريب ولاية واشنطون مساحة وسكانا.

هل بايدن زعيم العالم الغربي وصاحب الثكنة العسكرية الغربية الخطيرة المزروعة في قلب العالم العربي والإسلامي، هو المتمرد على سيده نتنياهو، أم العكس؟

ثم إذا صح التمرد فهل يجري بمواصلة تقديم مزيد من المال والعتاد والعربدة السياسية لمنع إدانة دولية للربيب الإسرائيلي؟

ثم من الذي أوجعه طوفان الأقصى أكثر إذ كشف عن ثغرات ضعفه، الأمنية والعسكرية والسياسية، هل هو السيد الذي هرول على الفور، بقضه وقضيضه وطائراته وبوارجه ومستشاريه وخبرائه، ليطمئن على أحوال ثكنته المترنحة، أم ربيبه الذي استنجد به وبأتباعه من الزعماء الغربيين؟

أخطر ما في هذه اللعبة المتطاولة زمنيا و  عمدا هو الانشغال بها، وإغفال أن مركز العداء في قضية فلسطين وسواها قائم في القلب من شبكة صناعة القرار في العالم الغربي وليس في أطرافه وذيوله المدججة بالسلاح.

وأخطر ما في هذه اللعبة أن التحرك الأمريكي والغربي يدور بممارسة العدوان المباشر في ساحة المعركة، عسكريا وأمنيا وإستراتيجيا وسياسيا، كي تسقط المقاومة وحاضنتها الشعبية ومعها الأرض ومقدساتها، بينما تجول الوفود الأمريكية والأوروبية على البلدان العربية أو تستدعي ساستها إلى لقاءات جانبية، لدفعهم دفعا إلى التخلي عن البقية الباقية من فلسطين، وعن شعبها الصامد، ومقاومته التي يتشبث بها، وعن حقوقه المشروعة الأصيلة، مقابل توافق المتهافتين على فتات أو بقية فتات، سواء تحت عنوان دولة أو دويلة أو منفى أو شتات أو مقاطعة أو بعض قطاع وبعض ضفة، مع مصادرة السلاح والإرادة ومصادرة الحقوق والسيادة، ثم ليكن الإخراج في صيغة عجز غربي مزعوم، أو تحت عنوان تشرذم عربي وإسلامي موبوء. ثم لتكن تسمية الحدث نكبة أخرى أو نكسة، وسلاما عادلا أو مبادرة تسليم، فالحصيلة واحدة، محورها توجيه الضربة القاضية لوجود عربي وإسلامي جغرافيا وسياسيا وحضاريا.  وقد يتقبل بايدن هنا وصفه في كتب التاريخ برئيس دوكة كبرى مهزوم، ولكن الأهم من ذلك هو وأد بلادنا وشعوبنا بأيدي المسيطرين على بضع وعشرين دولة عربية أو بضع وخمسين دولة إسلامية؛ لكن رغم ذلك سيبقى من صنعوا طوفان الأقصى قادرين على صنع طوفان آخر جارف أو بركان حارق، فإرادة الشعوب الحرة أمضى نفاذا من إرادة الطغاة بمختلف مستوياتهم وأقوى بنتائجها من مكر صغارهم وكبارهم.

وأستودعكم الله مع قضايانا العادلة ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب